أخبار العرب في أوروبا – السويد
يتجه الاقتصاد السويدي نحو الركود الاقتصادي وفق توقعات اقتصادية جديدة عن معهد البحوث الاقتصادية (KI) صدرت أمس الثلاثاء، إذ تواجه الأسر السويدية ضغوطا بسبب ارتفاع التضخم، كذلك من المتوقع أن ينخفض الاستهلاك في الخريف والشتاء
هذه التوقعات تعني أن السويد، التي تتمتع بوضع مالي قوي، تتجه نحو ركود من المتوقع أن يضرب العام المقبل 2023.
وتأتي هذه التوقعات القاتمة رغم أن الاقتصاد السويد سجل نموا بشكل غير متوقع خلال الربع الثاني من العام الجاري.
وبحسب مكتب الإحصاء السويدي، فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في السويد بنسبة 1.4% مقارنة بالربع السابق، مشيرا إلى أن هذا النمو كان منتظرا بعد الانخفاض في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. لكن في الوقت نفسه، فإن التوقعات المستقبلية أصبحت أكثر تشاؤما خلال فصل الصيف.
وتشير التوقعات الجديد لمعهد (KI) إلى أن أسعار الطاقة ستصل إلى مستوى قياسي الشتاء المقبل، ليقترب معدل التضخم من 10%. لذلك فإن الصورة العامة للسويد تتجه نحو الدخول في حالة ركود العام المقبل.
أيضا يتوقع أن يدفع التضخم المرتقب إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة الأسر إلى خفض استهلاكها، ووفقا للمعهد فإن الزيادة في أسعار الكهرباء هي التي ستقلل من القوة الشرائية للأسر.
ويُتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للسويد خلال أشهر الشتاء بشكل طفيف بسبب تراجع الاستهلاك.
مع ذلك، فإن الأداء القوي للاقتصاد السويدي في الربع الثاني سيؤثر على مجمل نتائج العام 2022. من جهة ثانية، من المتوقع أن يتراجع النمو في العام 2023 بشكل حاد لدرجة أن يسبب ركودا.
وحاليا يواجه البنك المركزي السويدي موازنة صعبة مع استمرار ارتفاع التضخم، إذ تتمثل مهمته في الحفاظ على هدف التضخم عند 2%، مع ضمان عدم تراجع الاستهلاك بشكل كبير.
ورغم ذلك، من المتوقع أن يواصل البنك رفع سعر الفائدة الأساسي، وقد تصل 2% بحلول شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
في هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي ومراسل التلفزيون السويدي للشؤون الاقتصادية كنوت رينغنيرود :“حتى لو أصبحت المعيشة أكثر تكلفة، فهناك كثير من الأسر التي لديها القدرة على التعامل مع الانكماش الاقتصادي بشكل جيد نسبيا”.
وأكد أن “الاشخاص الذين يملكون فيلا أو شقة سكنية هم الأكثر قلقا في الوقت الحالي لأن أسعار الفائدة آخذة في الارتفاع، وسيكون الحصول على قروض أكثر تكلفة”.
اقرأ أيضا: بريطانيا تتجه نحو الركود الاقتصادي وتقترب من تحقيق أعلى معدل للتضخم
في الوقت ذاته رأى الخبير الاقتصادي أنه “إذا كان لدى المرء مدخرات جيدة، واقتصاد جيد نوعا ما، ووظيفة جيدة، فإنه غالبا لن يتأثر كثيرا”.
وبالرغم من هذه التوقعات السلبية، إلا أن “ريغنيرود” اعتبر أن التوقعات “لا تشكل صورة سوداء بالكامل”.
وأوضح في هذا الصدد بالقول:”رغم كل الغيوم الداكنة الموجودة الآن وجميع المخاوف بين المستهلكين في السويد، فإن الاقتصاد السويدي قوي جدا. الشركات تجني أرباحا جيدة والبطالة تنخفض بالفعل”، حسب قوله.