أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
يبدو أن القارة العجوز تستعد لشتاء قاس وعصيب الذي سيتزامن مع بدء سريان عقوبات الاتحاد الأوروبي على إمدادات النفط الخام والمنتجات المكررة الروسية، والذي سيؤدي إلى انخفاض مستويات الديزل في مستودعات التخزين وسط تخوف من الآن من التداعيات الكبيرة التي ستترتب على شريان الحياة للصناعات في أوروبا، فضلا عن السائقين.
والديزل إلى جانب أنواع الوقود المقطرة الأخرى مثل زيت التدفئة وزيت الغاز، شريان الحياة للصناعات مع استخدامه في عديد من الأغراض، من تشغيل محطات الطاقة إلى تدفئة المنازل، إضافة إلى استخدامه كوقود للمحركات.
وتشير تقارير اقتصادية أوروبية إلى أنه قبيل الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية كانت روسيا تزود أوروبا بنحو60% من احتياجاتها من هذه المواد، لكن أصيبت سوق الديزل بصدمة مع ارتفاع أسعاره على أساس الانقطاع المحتمل لتلك الإمدادات.
وبحسب التقارير فقد ارتفع فارق الستة أشهر في العقود الأوروبية الآجلة للديزل إلى تراجع قياسي بلغ نحو 600 دولار للطن. ويتم تداول الأسعار الحالية بعلاوة على الأسعار المستقبلية للتسليم، ما يجعل من غير المجدي اقتصاديا للتجار تخزين الديزل وجني الأرباح.
في هذا السياق، يقول أحد المتداولين الأوروبيين “لن يقوم أي شخص بكامل قواه العقلية بوضع الديزل في الخزانات بهذه المستويات”. ونتيجة ذلك هي انخفاض مخزونات نواتج التقطير الأوروبية، التي تحتفظ بها المصافي إلى ما هو أقل بكثير من متوسطاتها التاريخية.
وتأكيدا لهذا المخاوف من شتاء عصيب، أظهرت بيانات من شركة الاستشارات الهولندية “إنسايتس جلوبال” أن مخزونات الديزل وزيت الغاز في المواقع التجارية في مركز أمستردام- روتردام- أنتويرب أقل بكثير من المتوسط التاريخي.
وبما أن المصائب لا تأتي فُرادى، فقد زاد الطقس الحار والجاف للغاية في أوروبا الطين بلة، وأدى إلى انخفاض منسوب المياه بشكل غير معقول في نهر الراين، وهو ممر مائي رئيس لنقل الناقلات، التي تحمل الوقود من مصافي النفط الضخمة والخزانات في مركز أمستردام- روتردام- أنتويرب إلى ألمانيا وفرنسا وسويسرا.
وفي المستويات الحالية، يفضل أصحاب الناقلات تحميلها بنحو ربع طاقتها التي تراوح بين ألفين وثلاثة آلاف طن أو أقل لتجنب اصطدامها بقاع النهر. وأدى ذلك إلى حدوث اختناقات كبيرة على طول الممر المائي ورفع أسعار الشحن في بعض المناطق إلى مستويات قياسية.
اقرأ أيضا: شولتس يدعو لإنشاء خط غاز يربط البرتغال بأوروبا الوسطى
وفي ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي، تقترب مرافق تخزين الغاز الطبيعي من هدف الحكومة الألمانية المتمثل في ملء 75% منها، على الرغم من انخفاض واردات الغاز من روسيا.
وتؤكد تقارير ألمانية إن خزانات الغاز في البلاد امتلأت 70.4 %، من سعتها حتى يوم الأربعاء الماضي. وفي ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد روسيا الناتجة عنها، خفضت موسكو شحنات الوقود والغاز الطبيعي إلى عديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا. وتضخ روسيا منذ نحو أسبوعين الغاز لألمانيا عبر خط “أنابيب نورد ستريم 1” بنسبة 20 % فقط من سعته.