أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
تحت عنوان “التكلفة البشرية لعمليات الترحيل في رواندا”، أصدرت مؤسسة العدالة الطبية (Medical Justice) الخيرية البريطانية أمس الأربعاء، أول تقرير تحليلي متعمق لـ 36 طالب لجوء في بريطانيا هُدِّدوا بالترحيل إلى رواندا في الـ14 من يونيو/حزيران الماضي.
بحسب التقرير فقد كشفت مراجعة سريرية مفصّلة لخلفيات طالبي اللجوء المفترض إرسالهم إلى رواندا عن تعرض العديد منهم للتعذيب.
وأجرى أطباء مستقلون تقييمات متعمقة لطالبي اللجوء الـ 36 الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بين 9 مايو/أيار و21 يونيو/حزيران هذا العام في قوارب صغيرة.
يقول التقرير إن “من بين طالبي اللجوء الـ36، أظهر 26 منهم أدلة على تعرضهم للتعذيب قبل وصولهم إلى المملكة المتحدة، كما شُخِّص 15 منهم بتعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة، وكان لدى 11 منهم أفكار انتحارية، وحاول أحدهم الانتحار مرتين”.
وبحسب الأدلة الطبية الواردة في التقرير فقد زادت تهديدات ترحيلهم إلى رواندا من خطر انتشار الأفكار الانتحارية بين بعض طالبي اللجوء.
أيضا فإنه إلى جانب المقابلات مع طالبي اللجوء، يُحلِّل التقرير وثائق وزارة الداخلية والتقارير المتعلقة بهم، إضافة لتقارير من خبراء سريريين مستقلين أجروا تقييمات لـ17 من المحتجزين المهددين بالترحيل إلى رواندا.
ويؤكد التقرير أن بين الأشخاص الـ17 الذين قيَّمهم أطباء مستقلون، أظهر 14 منهم أدلة على التعذيب، وكان لدى ستة منهم مؤشرات على التعرض للاتجار بالبشر.
وأشار الأطباء إلى عدم امتلاك بعضهم القدرات الذهنية الكافية للتحدث إلى محامي حول خياراتهم. والبعض الآخر بحاجة إلى فحوصات لمعرفة إن كانوا يعانون من أورام في الدماغ.
ويطرح التقرير الذي قامت بها الجمعية، أسئلة حول كيفية اختيار الأشخاص لإرسالهم في الرحلات المقترحة.
يقول خالد ( اسم مستعار ) وهو أحد الذين حددتهم الجمعية من بين المقرر إرسالهم إلى رواندا، إنه هاجر هربا من الاضطهاد والملاحقة في بلده الأمّ، بعد معارضته للحكومة.
في السياق، قالت إيما جين مديرة مؤسسة العدالة الطبية: “ندعو إلى الإفراج الفوري والعاجل عن جميع المستهدفين بالترحيل إلى رواندا من احتجاز المهاجرين إلى أجل غير مسمى، والتخلي عن هذه السياسة”.
وأضافت أنه” بالنظر إلى الأدلة الطبية، فالاستمرار في هذه السياسة يعني أن الضرر الذي تُلحِقه الحكومة باللاجئين هو أمر متعمَّد”، وفق تعبيرها.
من جانبها، الحكومة البريطانية وعلى لسان المتحدث باسمها اعتبر التقرير الصادر عن العدالة الطبية بأنه “يحتوي مغالطات وتحريفات حول السياسة التي تناولناها سابقا”.
وادَّعى المتحدث أنه “لن يُنقَل أي شخص إذا كان نقله غير آمن أو غير مناسب له، وأن تقييم وزارة الداخلية الشامل وجد أن رواندا بلد آمن له سجل حافل في دعم طالبي اللجوء”، حسب زعمه.
اقرأ أيضا: قضية عراقي توقف أول رحلة لترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا إلى روندا
ومن المقرر أن تعرض خطة إرسال مهاجرين إلى رواندا أمام المحكمة العليا في بريطانيا الأسبوع المقبل. وتقول الحكومة البريطانية إن الخطة “ستمنع تهريب الأشخاص، والعبور الخطر للقناة الإتجليزية”.
لكن الخطة لاقت معارضة على نطاق واسع من قبل خبراء الهجرة، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين.
وأحبطت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الرحلة الأولى التي كانت مقررة في منتصف يونيو/ حزيران الماضي بعد أن قالت إن على القضاة في لندن البتّ في ما إذا كانت قانونية أم لا. وتم تأجل النظر في القضية من قبل المحكمة العليا إلى سبتمبر/ أيلول.