أخبار العرب في أوروبا – السويد
بدأت أمس الأثنين مرحلة انتظار من ثلاثة أيام لمعرفة الفائز في الانتخابات التشريعية السويدية التي شهدت منافسة محتدمة جدا، فيما كتلة أقصى اليمين المناهضة للهجرة في موقع يؤهلهما تولي السلطة معا.
وكانت استطلاعات رأي الناخبين عقب الادلاء بأصواتهم، الأحد، قد أظهرت في البداية فوز ائتلاف اليسار الحالي، بيد أن النتائج أشارت في وقت لاحق إلى أن كتلة اليمين قد تفوز بفارق ضئيل.
في الساعات الأولى لفرز أصوات الانتخابات، كان كل شيء يشير إلى فوز أحزاب جبهة اليسار وانشغل أنصار هذه الأحزاب بالاحتفال في مقراتهم الانتخابية.
لكن بعد ساعتين انقلبت الجداول فجأة لتشير إلى احتمال فوز الأحزاب اليمينية بـ 175 مقعدا مقابل 174 مقعدا، أي بفارق مقعد واحد فقط فيما عد الأصوات لم ينته بعد.
وتصدرت موضوعات مثل الجريمة ودمج المهاجرين في المجتمع القضايا الرئيسية خلال الحملات الانتخابية، ويبدو أن حزب “ديمقراطيو السويد” اليميني المتشدد سيصبح ثاني أكبر حزب في برلمان البلاد.
وخلال السنوات الأخيرة، عرفت السويد أزمات سياسية متكررة وهي تشهد الآن مرحلة عدم يقين على صعيد تشكيل الحكومة مع غالبية يتوقع أن تكون ضيقة جدا مرة أخرى.
وأظهرت نتائج جزئية شملت حوالى 95 % من مراكز الاقتراع أن الكتلة التي يقودها زعيم حزب المعتدلين المحافظ أولف كريسترسون(تضم اليمين واليمين المتطرف) ستفوز بغالبية مطلقة بفارق معقد إلى معقدين عن كتلة اليسار بزعامة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها الاشتراكية-الديمقراطية ماغدالينا اندرسون.
وفي حال تأكدت هذه النتائج سيغادر اليسار السلطة بعدما أمضى ثماني سنوات في الحكم.
ومهما تكن نتيجة الانتخابات، فقد حقق حزب “ديمقراطيو السويد” اليميني المتشدد مكاسب كبيرة. ويبدو أن الحزب أصبح ثاني أكبر حزب في البلاد بعد حزب “الاشتراكيون الديمقراطيون”. وقال زعيم الحزب البالغ 43 عاما أمام انصاره في مقر حملته الانتخابية “اشتم رائحة لذيذة”.
وتشير آخر النتائج إلى أن الكتلة اليمينية المؤلفة من الحزب اليميني المتطرف والمعتدلين والمسيحيين-الديموقراطيين والليبراليين، ستحصل على 49.8 % في مقابل 48.8 % للكتلة اليسارية (الإشتراكيون-الديموقراطيون وحزب اليسار والخضر وحزب الوسط) أي أن الفارق بينهما 60 ألف صوت فقط فيما عدد الناخبين الإجمالي 7.8 ملايين.
ويبقى أيضا احتساب أصوات السويديين في الخارج وبعض الأصوات التي ادلي بها في وقت سابق، إلا أن المحللين السياسيين لا يرجحون أن تنقلب النتيجة.
تعليقا على هذه النتائج، قالت رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها والبالغة 55 عاما “يجب أن تأخذ الديمقراطية السويدية مجراها يجب احتساب كل الأصوات وسننتظر النتيجة”.
اقرأ أيضا: أندرشون: لا نريد أحياء صينية أو صومالية بالبلاد وعلى الجميع التحدث بالسويدية
وتعد هذه الانتخابات منعطفا كبيرا للبلاد، إذ ان اليمين التقليدي السويدي لم يسبق له أن فكر بإمكان أن يتولى الحكم مدعوما باليمين المتطرف إن بشكل مباشر أو غير المباشر. كذلك، فإن الحزب القومي المناهض للهجرة بات اليوم في موقع قوة بعدما كان منبوذا على الساحة السياسية.
في موازاة ذلك، أدى ظهور حزب “نيانس” ذو النزعة الدينية الإسلامية منذ ثلاث سنوات على الساحة السياسية، إلى خطف نسبة لا بأس بها من أصوات المهاجرين المسلمين من صناديق اليسار وهذه النسبة كانت تكفي لتغيير الكفة لصالح اليمين، رغم ضآلتها.