أخبار العرب في أوروبا – متابعات
قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الخميس، إن الجيش الأوكراني يواصل إحكام قبضته على المناطق المحررة من القوات الروسية حديثا في منطقة خاركيف أوبلاست.
وفي النشرة الاستخباراتية اليومية على تويتر، قالت الوزارة إن”القوات الروسية انسحبت بشكل كبير من المنطقة الواقعة غرب نهر أوسكيل”، وأضافت أن العتاد عالي القيمة الذي تخلت عنها القوات الروسية المنسحبة يتضمن معدات أساسية في أسلوب الحرب الروسي الذي يركز على المدفعية.
وبحسب البيان الاستخباراتي البريطاني فإن “طريقة الانسحاب تنوعت على مدى الأسبوع الماضي بين تراجع لبعض الوحدات بشكل منظم نسبيا وتحت السيطرة، وبين فرار البعض الآخر في حالة من الذعر على ما يبدو”.
وكان الجيش الأوكراني شن قبل نحو أسبوعين هجوما مضادا ضد القوات الروسية أدى إلى استعادة منطقة خاركيف (شمال شرق) المحاذية لروسيا بشكل شبه كامل، لاسيما مدن بالاكليا وكوبيانسك وإيزيوم. وتعدّ المدينتان الأخيرتان مركزَين لوجستيين رئيسيين للقوات الروسية.
كما نفذ الجيش الأوكراني بالتزامن مع هجومه المضاد هذا، عملية عسكرية في الجنوب، وتحديدا بمنطقة خيرسون، محرزة أيضا بعض التقدم وإن بشكل أقل ممّا أحرزته في شمال شرق البلاد.
وخلال العملية الخاطفة، قصف الجيش الأوكراني، جسورا استراتيجية هناك لوقف إمدادات الروس.
ويعد التقدم الذي أحرزته القوات الأوكرانية خلال الشهر الحالي الأهم على الإطلاق منذ انسحاب موسكو من محيط العاصمة كييف ومن وسط البلاد الربيع الماضي.
كييف: قد نضرب أهدافا داخل روسيا
وفي وقت سابق، قال حاكم منطقة لوجانسك: إن “القوات الأوكرانية ستقصف الأراضي الروسية إذا لزم الأمر، بعدما حققنا مكاسب كبيرة في الفترة الأخيرة”.
وأضاف”قواتنا ستفعل كل ما هو ضروري لإخراج القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية المحتلة”، مضيفا “هذا قد يعني ضرب أهداف داخل روسيا”.
وتابع هايداي :“إذا أطلقوا النار علينا من أي مكان، فلن نتراجع وسنرد بإطلاق النار بغض النظر عن مكان وجودهم”.
وبحسب السلطات الأوكرانية فإن المدفعية الروسية تطلق بالفعل نيرانها عبر الحدود على مواقعها، مشيرة إلى أن روسيا تقوم بالفعل بإجلاء المدنيين من البلدات القريبة من الحدود.
وخلال الأيام الماضية، تمكن الجيش الأوكراني من استعادة أجزاء كبيرة من منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا في هجوم مضاد مفاجئ.
وكانت أوكرانيا أعلنت استعادة 6 آلاف كيلومتر من الأراضي، التي سيطرت عليها روسيا منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.
موسكو تعترف بالهزيمة
وبدأت أوكرانيا هجوما مضادا ضد القوات الروسية في الشرق والجنوب، من مدينتي خاركيف وخيرسون.
من جهتها، اعترفت موسكو بخسارة مدن رئيسية في شمال شرقي منطقة خاركيف.
فيما أكد الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على مدينة إزيوم الاستراتيجية، التي سيطرت عليها روسيا في إبريل/نيشان الماضي.
كما أعلن الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على كوبيانسك، ما يهدد بتعطيل خط الإمدادات الروسية بشكل كامل، وترك آلاف الجنود الروس على خط المواجهة بدون إمدادات.
بينما زعمت روسيا أن انسحاب قواتها من جبهات القتال في الأيام الأخيرة هو “إعادة تجميع” للقوات، بهدف التركيز على منطقتي لوجانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد من جانبه في تصريحات مساء الثلاثاء، أن أوكرانيا تحرز تقدما كبيرا في الوقت الذي تدفع فيه القوات الروسية للتراجع، لكن من غير الممكن معرفة ما إذا كانت الحرب تمر بنقطة تحول.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب، قال “السؤال بلا إجابة. من الصعب الإجابة عليه. من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدما كبيرا. لكنني أعتقد أنها ستكون طويلة”.
زيلينسكي: نحاول إعادة الحياة لطبيعتها
وبعد أيام من تحرير مناطق عديدة من القوات الروسية، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وجود محاولات أوكرانية لإعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن في منطقتها الشرقية المحررة مؤخرا.
قال زيلينسكي أمس الأربعاء:”من المهم جدا أن تحل الحياة الطبيعية العادية إلى الأراضي التي تم نزع احتلالها بقواتنا وعلمنا”.
وتابع :”أوكرانيا قادرة الآن على الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية”، مضيفا أنه “في بلدة بالاكليا المحررة في منطقة خاركيف، تم دفع المعاشات التقاعدية مرة أخرى لأول مرة منذ خمسة أشهر”.
وأكد بالقول:”ببساطة لم نتمكن من سداد المستحقات بسبب الاحتلال”، مشيرا إلى أن “البحث جار عن أي جنود روس متبقين أو مجموعات تخريبية في المنطقة”.
اقرأ أيضا: رفضا للحرب ضد أوكرانيا.. جندي روسي يطلب اللجوء في فرنسا
وشدد على أن اعتقال أولئك الذين تعاونوا مع “الاحتلال” تعد أولوية أخرى، منوها بأهمية إعادة إرساء الأمن في الأجزاء المحررة حديثا من البلاد.
وكانت روسيا قد بدأت بغزو الأراضي الأوكرانية نهاية فبراير/شباط الماضي، وبعد أن حققت القوات الروسية تقدما في الأسابيع الأولى داخل الأراضي الأوكرانية، بدأت التقدم يتباطأ خلال الأشهر اللاحقة بعد وصول المساعدات العسكرية الغربية للقوات الأوكرانية، وقبل أن تكمل روسيا يومها الـ 200 للحرب استطاعت أوكرانيا تحرير مناطق استراتيجية في غضون أيام قليلة.