أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
تسير اقتصادات منطقة اليورو نحو الركود الاقتصادي، وذلك بعدما كشف مسح صدر أمس الجمعة عن تراجع النشاط الاقتصادي في دول المنطقة مجددا خلال سبتمبر/ أيلول الجاري.
ومع تقلص النشاط التجاري للشهر الثالث على التوالي، تؤكد وكالة “ستاندرد آند بورز جلوبال فلاش” لمديري المشتريات في منطقة اليورو أن”التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو تعمق في سبتمبر/أيلول”، وسط توقعات متزايدة بمواجهة دول اليورو ركودا اقتصاديا خلال الفترة المقبلة.
ورغم أن هذا التراجع متواضعا، إلا أن معدل الانخفاض تسارع إلى وتيرة هي الأشد حدة منذ 2013، باستثناء حالات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا.
وبحسب المسح الصادر فقد انخفض مؤشر مديري المشتريات من 48.9 في أغسطس/آب الماضي إلى 48.2 في سبتمبر/أيلول الجاري. علما بأنه يمثل دون عتبة 50 انكماشا اقتصاديا.
في هذا السياق، يوضح “كريس وليامسون” كبير اقتصاديي الأعمال لدى “ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت انتليجنس”، بالقول: “الركود في منطقة اليورو موجود، إذ تشير الشركات إلى تدهور ظروف أعمالها وزيادة ضغوط الأسعار المرتبطة بارتفاع تكاليف الطاقة”.
الخبير الاقتصادي أضاف بأن”ألمانيا تواجه أصعب الظروف، مع تدهور الاقتصاد بمعدل لم نشهده- باستثناء فترة الجائحة- منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008″.
ارتفاع أسعار الطاقة تحد من الإنتاج
وأدى الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة والارتفاعات الحادة في تكلفة المعيشة إلى إضعاف الطلب والحد من إنتاج التصنيع في دول المنطقة، إذ ارتفع التضخم في منطقة اليورو فوق 9% في أغسطس/آب الماضي، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، في حين يتوقع المحللون أن يصل المعدل إلى رقمين بحلول نهاية العام.
ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس قياسية هذا الشهر وتعهد ببذل كل ما في وسعه للحد من الارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية.
ويقول وليامسون”إن المؤشرات تشير إلى انكماش اقتصاد منطقة اليورو 0.1 %، في الربع الثالث من 2022 وتراجع حاد في الربع الرابع”، مشيرا إلى أن “التحدي الذي يواجهه صانعو السياسات في كبح جماح التضخم مع تجنب الهبوط الحاد للاقتصاد يزداد بالتالي صعوبة”.
تراجع ثقة المستهلكين
وتراجعت ثقة المستهلكين في منطقة اليورو خلال سبتمبر/أيلول الجاري أكثر من المتوقع، وفق تقديرات أولية أصدرتها الخميس الماضي المفوضية الأوروبية.
بحسب الأرقام الصادرة فإن مؤشر ثقة المستهلكين في دول المنطقة الـ19 التي تتعامل باليورو انخفض 3.8 نقطة في سبتمبر/أيلول الجاري من الرقم المسجل في أغسطس/آب الماضي.
وأوضحت المفوضية أن التقديرات أظهرت أن مؤشر معنويات المستهلكين في المنطقة إلى بلغ -28.8 هذا الشهر من -25.0 في أغسطس/آب الماضي.
وكان معدل التضخم في منطقة اليورو ارتفع خلال الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، وفقا لأرقام مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” الذي أكد أن نسبة التضخم بلغت خلال أغسطس/آب الماضي 9.1%، مشيرا إلى أن أسعار الطاقة المرتفعة كانت القوة الدافعة الرئيسية لهذا الارتفاع.
وأشار إلى أن هذا الرقم يعد الأعلى في تاريخ مستويات التضخم التي يسجلها “يوروستات” منذ يناير/كانون الثاني 1997.
اقرأ أيضا: اليورو عند أدنى مستوى منذ 2002.. والإسترليني يهوي دون 1.1 دولار
إلى ذلك، صرح مسؤول في البنك المركزي الأوروبي أمس الجمعة، بأن البنك سيمضي قدما في رفع تكاليف الاقتراض، على الرغم من مخاطر الركود في أوروبا.
وصرح “مارتينز كازاكس” عضو مجلس محافظي البنك، في تصريحات تلفزيونية، أنه “ما زال يتعين رفع أسعار الفائدة”، مضيفا أنه “خلال الأسابيع المقبلة، سنرفع بالقطع أسعار الفائدة”.
ومنذ فترة تلوح في الأفق خطر حدوث ركود كبير في اقتصاد منطقة اليورو، حيث يشعر المستهلكون بالألم ويقلصون استهلاكهم، وتكافح الشركات مع ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا وتهديدات موسكو “بشتاء صعب ” للأوروبيين.