أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
بعد مرور 18 يوميا على إضراب واسع لعمال مصافي النفط في فرنسا تسبب بنقص حاد في الوقود نادرا ما يحصل في ثاني أكبر اقتصاد أوروبي، تتجه مجموعة “توتال إنيرجيز” النفطية الفرنسية ونقابتان كبيرتان على ما يبدو اليوم الجمعة، إلى تسوية الوضع أخيرا.
وفي خطوة قد تحرك المياه الراكدة في أزمة الوقود توصلت شركة “توتال إنرجي” إلى اتفاق مع نقابتين عماليتين لتسوية الأزمة وإنهاء الإضراب، بعد انسحاب الاتحاد العام للعمال من المفاوضات.
وتعرّض قطاع المنتجات النفطية المكررة في فرنسا لضغوط نتيجة الإضراب بسبب الأجور والصيانة غير المخطط لها، التي أدت إلى إيقاف تشغيل أكثر من 60% من طاقتها التكريرية.
وأغلق الاتحاد العام للعمال في فرنسا باب المحادثات مع شركة “توتال إنرجي”، أمس الخميس، في خضم إضراب استمر أسابيع ضد شركة النفط العملاقة، تاركا المجال لنقابات أكثر اعتدالا للتوصل إلى اتفاق عادل للأجور.
وبعد ساعات قليلة، أبرم “الاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل” و”الاتحاد الفرنسي للإدارة”، اللذان يمثلان غالبية العمال صفقة مع “توتال إنرجي”، مقابل زيادة في الأجور بنسبة 7% ومكافأة تتراوح بين 3 آلاف يورو و 6 آلاف يورو.
وكان ممثل الاتحاد العام للعمال “أليكسيس أنتونيولي” قال للصحفيين بعد انسحاب نقابته من المحادثات:”العروض المقدمة من الشركة غير كافية”.
وفي وقت سابق، صرح اتحاد العمال العام بأنه يريد زيادة بنسبة 10% في الأجور، مستشهدا بالتضخم والأرباح المرتفعة التي حققتها الشركة من أزمة الطاقة العالمية.
ومساء اليوم الجمعة، أكدت شركة “توتال” إنرجي الاتفاق مع النقابات العمالية، وعلى الرغم من أن الصفقة مُلزمة قانونا بموجب القانون الفرنسي، إلا أن انسحاب الاتحاد العام للعمال يعني أن الإضراب قد يستمر لبعض الوقت.
إلى جانب المطالب برفع الأجور بعدما سجلت المجموعات النفطية أرباحا استثنائية على خلفية تضخم مرتبط خصوصا بأزمة الطاقة، هدفت التعبئة النقابية إلى الدفاع عن حق الإضراب بعد قرار الحكومة استدعاء العاملين في الصناعات النفطية للسماح بتوزيع المحروقات في البلاد.
ووبحسب إحصائية حكومية، كانت واحدة من كل 3 محطات وقود فرنسية تعاني نقص الإمدادات هذا الأسبوع، ونسبة كبيرة من محطات باريس والمناطق المحيطة بها ومعظم المناطق الشمالية أبلغت بنفاد كميات الوقود لديها.
وفي منطقتي أوت دو فرانس الشمالية وباريس، لم يتمكن الآباء من اصطحاب أطفالهم إلى المباريات الرياضية، وكافح الموظفون في العديد من مدن الشمال الفرنسي للوصول إلى العمل واضطر الناس إلى إلغاء الرحلات المخطط لها.
وبعد الإعلان هذا الاتفاق، قالت وزيرة الطاقة الفرنسية “أغنيس بانيير روناتشر”، إن “مسؤولي توتال إنرجي والاتحاد العام للعمال يجب أن يستأنفوا المحادثات مرة أخرى”.
وسبق أن حثّت الحكومة الفرنسية شركة “توتال” على زيادة الرواتب. فيما قال رئيس الاتحاد العام للعمال، فيليب مارتينيز :”الشركة في حالة جيدة وقد كوفئ المساهمون لمدة طويلة”.
اقرأ أيضا: توقعات بتراجع الإنتاج الصناعي الفرنسي 10% خلال الربع الرابع
ويسعى الاتحاد العام للعمال، ثاني أكبر نقابة عمالية في فرنسا، إلى توسيع نطاق الإضراب عبر القطاعات على مستوى البلاد، الأمر الذي يمكن أن يعوق أجزاء من البنية التحتية للبلاد هذا الخريف.
يشار أن إلى شركة النفط العملاقة” توتال” حققت أرباحا قياسية بدعم من ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي على أوكراني، ما سمح لها بدفع ما يُقدَّر بنحو 8 مليارات يورو من توزيعات الأرباح النقدية وتوزيعات أخرى إضافية خاصة للمستثمرين.
لكن مع تصاعد التوترات الاجتماعية في فرنسا، وسط ارتفاع التضخم الذي يضرب القوة الشرائية للعديد من الأسر، فإن هناك خطر من أن تمتد أزمة الوقود في البلاد إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى، بعدما كاد إضراب عمال المصافي أن يشل الحركة بشكل كامل في البلاد قبل أن يحصلوا على جزء كبير من مطالبهم.