أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
بعد أقل من شهر ونصف على ترأس ليز تراس الحكومة البريطانية، باتت الأخيرة تتعرض ومنذ أكثر من أسبوع لأزمات كبيرة متلاحقة قد تهدد مستقبلها السياسي، فضلا عن تراجع كبير في شعبيتها ضمن حزب “المحافظين”، في وقت أبدى الكثير من أعضاء الحزب رغبتهم في عودة بوريس جونسون لمنصبه رئيسا للوزراء.
في هذا السياق، أظهرت نتائج استطلاع رأي جديد نشرت نتائجه اليوم الثلاثاء، أن غالبية الأصوات في حزب المحافظين، الذي تنتمي إليه تراس، تفضل استقالتها وعودة رئيس الحكومة السابق جونسون.
الاستطلاع الذي أجراه معهد “يوغوف” كشف أن 55% من المحافظين يعتقدون أن على تراس الاستقالة. في حين أعرب 63% من الحزب عن اعتقادهم بأن جونسون بات بديلا مناسبا لها.
تأتي هذه التطورات متزامنة مع وابل من الانتقادات تعرّضت لها أعلى مسؤولة بريطانية خلال الفترة الماضية، على خلفية خطتها الاقتصادية.
كما شنّ العديد من البريطانيين حملات انتقاد وسخرية أيضا من رئيسة الحكومة “المتخبطة” كما وصفت.
ومنذ أن وصول تراس إلى رئاسة الحكومة في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، واجهت انتقادات واسعة، انصبت بمجملها على “ميزانيتها المصغرة”، ما اضطرها مرارا إلى تعديل مواقفها، والتراجع عن قراراتها بشأن الضرائب وغيرها.
كما تبين أن أكثر من 100 عضو في البرلمان ينتمون إلى حزب المحافظين الحاكم مستعدون لتقديم رسائل بسحب الثقة من تراس. وجاء ذلك بعد أن عقد أعضاء في البرلمان قبل أيام مباحثات سرية من أجل استبدالها بزعيم جديد.
مطالب بانتخابات عامة
ويبدو أن حكومة تراس قصيرة العمر حتى اللحظة، حيث يتوقع أن تواجه في الأيام القادمة مزيدا من التحديات غير مسبوقة، قد تطيح بحزب المحافظين نفسه من السلطة، بعد تعالي الأصوات في البلاد للذهاب إلى انتخابات مبكرة في ظل الانقسامات التي تعصف بالحزب من جراء أداء رئيسة الوزراء الجديدة.
وقبل أيام وقع أكثر من 618 ألف شخص على عريضة دعوا فيها إلى إجراء انتخابات عامة فورية، في محاولة منهم لوقف حالة الفوضى التي تلت تسلم تراس لمنصبها. الأمر الذي أثار نقاش في البرلمان أمس حول هذا الأمر.
العريضة التي تضم 618792 توقيعا، وهو عدد يتجاوز بكثير العدد المطلوب لإثارة نقاش في مجلس العموم البريطاني.
إضافة لذلك، فإن المشهد يعكس انقساما داخل صفوف حزب المحافظين نفسه بين فريق ينادي بإمكانية إفساح المزيد من الوقت لتراس، وفريق يرى أن الأمر قد انتهى والحل الأمثل للحزب يكمن برحيلها، لضمان الحفاظ على ثقة البريطانيين في أي انتخابات مقبلة.
وأول نائب أعلن صراحة عن وجهة نظر الفريق الثاني، هو “كريسبين بلانت” النائب المحافظ عن منطقة ريغيت، الذي اختصر الموضوع بعبارة: “انتهت اللعبة”.
من جانبه، لايعتقد الصحفي البريطاني، أندرو نيل شو، أن تراس، يمكن أن تنجو من الأزمة الحالية، مضيفا: “أعتقد أن المباراة انتهت والآن السؤال يتعلق بكيفية إدارة البديل”.
اقرأ أيضا: رئيسة وزراء بريطانيا: أنا صهيونية مخلصة وداعمة كبيرة لإسرائيل
وكانت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية كشفت السبت الماضي، عن مخطط من برلمانيين موالين لمرشحين سابقين لمنصب رئيسة الحكومة، للإطاحة بتراس من منصبها بعد “تخبط بقراراتها”.
فيما حذر مؤيدون لها من أن ذلك سيكون بمثابة “انتحار” لحزب المحافظين في ظل تراجع شعبيته.
وقالت الصحيفة إن مجموعة من حوالي 20 من أعضاء البرلمان، معظمهم من أنصار المرشح السابق لرئاسة الوزراء، ريشي سوناك، اجتمعوا للتخطيط للإطاحة بتراس.