أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
صوت البرلمان الفرنسي اليوم الجمعة، على استبعاد نائب من اليمين المتطرف مدة 15 يوما، بعدما أطلق تصريحات وصفت بالعنصرية ضد نائب من أصل أفريقي، أثارت موجة من الغضب داخل البرلمان وخارجه.
وعلقت جلسة للبرلمان الفرنسي أمس الخميس، بعد خطاب عنصري للنائب غيرغوري دو فورنا، عن حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، توجه به إلى نائب فرنسي من أصل فريقي، هو كارولوس مارتينز بيلووجو، أثناء تقديمه مداخلة حول قانون الهجرة، حيث قال دو فورنا:”ليعد إلى أفريقيا”.
وإضافة لتجميد عضويته لمدة 15 يوما، تم حرمان النائب المتطرف، من نصف البدل البرلماني، لمدة شهرين، في وقت تعتبر هذه أشدّ عقوبة تأديبية ممكنة.
ويعدّ دو فورنا، ثاني نائب يجري استبعاده مؤقتا من الجمعية الوطنية (البرلمان)، منذ العام 1958. وطالب المعسكر الرئاسي وتحالف اليسار بفرض العقوبات “الأقسى” على النائب المتطرف.
وكان النائب بيلونغو من اليسار يوجه سؤالا للحكومة عن سفينة مهاجرين عالقة في مياه البحر المتوسط، وتساءل كيف ستتعامل معها فرنسا، وهل ستدعو دولا أخرى للمشاركة في إيواء هؤلاء المهاجرين.
وأضاف بيلونغو أن هؤلاء المهاجرين يوجدون في وضعية سيئة ويحتاجون إنقاذا سريعا، خصوصا مع توقعات بسوء الأحوال الجوية في الأيام المقبلة.
وأثناء إلقاء النائب اليساري سؤاله صرخ النائب المتطرف دو فورنا قائلا “لتعد إلى أفريقيا”، في إشارة إلى النائب الذي يطرح السؤال.
وأثارت هذه العبارة غضبا وسط النواب والمسؤولين الحكوميين الذين حضروا الجلسة، واضطرت رئيسة البرلمان إلى تعليق الجلسة إلى اليوم الجمعة “لخطورة ما صدر عن النائب المعني”.
ورغم اعتراف دو فورنا بأنه أطلق هذه العبارة “فليعُد إلى أفريقيا”، خلال مداخلة النائب، لكنه انكر “أيّ طابع عنصري لكلامه”، زاعما أنه كان يتحدث بصيغة الجمع عن السفينة الإنسانية “أوشن فايكنغ”، التي تقطعت بها السبل في البحر بوجود 234 مهاجرا على متنها، وليس عن بيلونغو، النائب عن اليسار الراديكالي (فرنسا الأبية).
وتساءل البعض هل كان النائب يتكلم بصيغة الجمع مستهدفا المهاجرين، أم أن تعليقه كان موجها للنائب بيلونغو؟.
حزب “فرنسا الأبية” اعتبر في تغريدة على تويتر أن “اليمين المتطرف يظل كما كان دائما عنصريا ومثيرا للغثيان وأنه يجب إعلان عقوبة على الفور”.
اقرأ أيضا: نجمة تلفزيون الواقع في فرنسا “مارين الحيمر” تعلن اعتناقها الإسلام
بدورها قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن”لا مكان للعنصرية في ديمقراطيتنا”، وحثت البرلمان على معاقبة النائب اليميني المتطرف.
يذكر أن “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان احتل المركز الثالث في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي، وراء ائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون وتحالف اليسار.
ولم تعلق لوبان لغاية الآن على الحادثة، لكن جوردان بارديلا، المرشح المتوقع لخلافتها في رئاسة الحزب، أصر على أن النائب كان يقصد استحضار عودة القوارب إلى الموانئ الأفريقية.