أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
كشف تقرير فرنسي نشر أمس الأثنين عن أن ارتفاع معدلات التضخم والزيادات المستمرة في أسعار المواد الأساسية، بات يفاقم من معدلات الفقر والهشاشة المالية التي طالت الطبقة الوسطى في البلاد.
التقرير الذي نشرته صحيفة “لوباريزيان” سلط الضوء على جمعية “الصفا” الخيرية التي تنشط في منطقة “مانتس” ف ي الضواحي الغربية للعاصمة باريس وتهتم بإعالة 1200 أسرة تعيش في “وضع غذائي خطر”
بحسب التقرير فإن رئيس الجمعية “عزيز الجوهري” دق ناقوس الخطر، محذرا من أنّ نسب الفقر تستمر في النمو وباتت تطال الطبقة الوسطى.
كذلك، حذر رئيس هذه الجمعية الخيرية النشطة من وضع بعض العمال الفقراء وأصحاب المعاشات الصغيرة والمتقاعدين قائلا: “الآن هم غارقون في هشاشة كبيرة”.
ونقلت الصحيفة عنه قوله: “لا يمكن إنكار ارتفاع معدلات الفقر، حيث نرى كل يوم عائلتين أو 3 عائلات جديدة تدقّ على أبواب جمعيتنا، يأتون لتناول الطعام”.
وأضاف”قبل الآن كان هؤلاء الأشخاص يقبلون على أرخص المتاجر في المنطقة، ولكن مع ارتفاع الأسعار اختفى حيز المناورة الصغير الذي كان لديهم، ولا يتجاوز المعاش بضعة يوروهات للبعض”، وتابع: “حتى أرخص المناطق التي تنخفض فيها الأسعار أصبحت صعبة المنال”.
وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أن الجمعية تعنى بالطبقات الهشة، ومن بينها المهاجرون، بما في ذلك من أوروبا الشرقية، لكن مع ارتفاع معدلات التضخم اتسعت دائرة الفئات التي تستفيد من الأعمال الخيرية والتبرعات التي توفرها الجمعية.
وأوضحت أن من بين الفئات الجديدة التي باتت الجمعية تقدم المساعدة لها”الطبقات المتوسطة التي لم تعد قادرة على مواجهة ارتفاع الأسعار وانخفاض الرواتب، والمتقاعدون، والعمال الفقراء، وغيرهم ممن ينامون في سياراتهم”.
في هذا السياق يقول الجوهري إن “كل هؤلاء ينزلقون بسرعة كبيرة في براثن الفقر”.
وضرب مثالا لعائلة تتابع الجمعية وضعها، وهي تعيش على 800 يورو شهريا، لكنها تلقت مؤخرا فاتورة كهرباء بقيمة 700 يورو.
وقال الجوهري:“استقبلت مؤخرا سيدة في سن معينة، كانت تبكي لأنه لم يكن لديها شيء، ونصادف أيضا أطفالا يسعدون بتناول الخبز والبعض يتضور جوعا، وقد كان من الصعب استيعاب الأمر بالنسبة إلينا“، على حد قوله.
وبحسب رئيس الجمعية فقد “وصل الوضع إلى نقطة حيث تجاوز الطلب العرض وبدا حجم الاحتياجات هائلا”، مشددا بالقول:”ما يقلقني كذلك هو كل أولئك الذين يواجهون وضعا مماثلا، لكننا لا نصل إليهم، أخشى عواقب وخيمة على هؤلاء الناس”.
وكان معدل التضخم في فرنسا ثاني أكبر اقتصاد أوروبي قد ارتفع بشكل حاد خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في أسرع وتيرة له منذ 37 عاما.
وقال مكتب الإحصاء الفرنسي“إنسي” في تقرير أصدره مؤخرا، إن الأسعار على أساس سنوي ارتفعت 6.2% الشهر الماضي، بناء على بيانات أولية، ما يعد زيادة جديدة في التضخم بعد أن تباطأ في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين.
اقرأ أيضا: ارتفاع قياسي لعدد المستفيدين من بنوك الطعام في ألمانيا
وذكر المكتب ـم هذا الارتفاع جاء مدفوعا بزيادة أسعار الطاقة والمواد الغذائية والسلع المصنعة. موضحا أن تكلفة الغذاء ازدادت بشكل خاص بنحو 12% تقريبا، في ضربة للأسر الأقل ثراءً التي تنفق حصة أكبر من ميزانيتها الشهرية في محلات السوبر ماركت.
كما ارتفعت أسعار الطاقة بنحو 20%، على الرغم من التدخلات الحكومية للحد من ارتفاع فواتير المستهلكين .