أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
لقي مهاجر نيجيري حتفه في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعدما تعرض لمطاردة من قبل مهاجرين جزائريين إثر سرقته لعلبة سجائر منهما.
وكانت الجريمة قد وقعت نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وبعد مرور نحو شهر ونصف على الجريمة الغامضة تم توجيه الاتهام إلى جزائريان يبلغان من العمر 26 و 35 عاما، مساء أمس الأول الخميس قبل أن يتم سجنهما.
وبحسب الادعاء العالم فإنه يشتبه في قيامهما بارتكاب أعمال عنف أدت إلى الوفاة دون نية إحداثها.
وكان أحد المارة قد اكتشف في الـ28 من سبتمبر/أيلول الماضي جثة مواطن نيجيري يبلغ 45 عاما، ملقاة في بركة من الدم، في حدائق المدينة الجامعية الدولية في الدائرة 14 بباريس.
حينها، أمرت النيابة العامة بتشريح الجثة وخلصت إلى أن وفاة الرجل جاءت نتيجة سقوط قاتل من ارتفاع خمسة أمتار.
وبعد هذه النتيجة فتحت النيابة العامة تحقيقا قضائيا في جريمة قتل لتحديد ملابسات الجريمة.
وخلال الفترة الماضية جابت الشرطة المدينة الجامعية الدولية واستجوبت المترددين عليها. كما تفقد المحققون الصور التي سجلتها كاميرات المراقبة.
وبعد تحقيقات مكثفة، تم الكشف عن أن الجريمة بدأت بنزاع سخيف للغاية: لم يدفع الضحية ثمن علبة سجائر باعها له البائعان المتجولان فحاول الرجلان الغاضبان استرداد ثمن العبلة البالغ 5 يورو.
وهرب الرجل النيجيري بينما كان الرجلان يطاردانه، قبل أن يقفز فوق شجيرات أولى ثم ثانية ولكن خلف الثالثة كان هناك جسر للمشاة وفجوة ارتفاعها 5 أمتار.
وتشير التحقيقات إلى أن الضحية سقط ليضرب رأسه على الأرض وكانت ارتطام الرأس بالأرض قاتلة.
وتمكنت الشرطة من القبض على أحد المتهمين ويدعى “عبد المالك”(26 عاما) المعروف بتردده على المدينة الجامعية الدولية، وهو بدون أوراق، ويربح قوت يومه في فرنسا من خلال بيع السجائر المهربة. كما قدم الشاب معلومات عن الشخص الذي كان معه.
في اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على المتهم الثاني ويدعى “آدم”(30عاما) في منزل خالته في منطقة إيل سان دوني لينضم إلى “عبد الملك” في حجز الشرطة.
اقرأ أيضا: الزعيم الجديد لليمين المتطرف في فرنسا لديه أصول جزائرية
ويقول المتهم آدم وهو في وضع غير نظامي كذلك، أنه عاش في إسبانيا قبل مجيئه إلى فرنسا للسياحة. وقد وجد عملا كمصفف شعر وقرر أخيرا البقاء.
وخلال جلسات الاستماع جاءت أقوال المتهمين متطابقة :”ركضا وراء النيجيري لكننا لم نمسه نهائيا”.
وقال عبد المالك باكيا للقاضي:”لم أركض خلف الضحية لأعتدي عليه. حتى إنني حاولت الاتصال بالإسعاف”.
بدورها، تؤكد محاميته، بأن موكلها لم يرتكب أي عمل من أعمال العنف، موضحة في هذا الصدد :“لقد ركض وراء صديقه الذي كان يلاحق الضحية وأصيب بالذعر عندما رأى سقوط هذا الرجل”.
من جانبه، أكد المتهم آدم بالقول: “كل شيء تم تصويره. لم أكن بجانب الضحية عندما سقط. ولا أشعر بالمسؤولية عما وقع”. وأضاف :”لم أهرب وعدت عدة مرات إلى المدينة الجامعية بعد الحادث”.