أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بعد ستة أيام على نصبهم الخيم قبالة مبنى مجلس الدولة في الدائرة الأولى في باريس للمطالبة بتأمين أماكن إيواء لهم مع حلول الشتاء، أجلت السلطات الفرنسية صباح اليوم الأربعاء مئات المهاجرين القصر وقامت بنقلهم إلى مراكز الإيواء.
وبحسب منظمات إنسانية غير حكومة فإن من بين بعض هؤلاء المهاجرين الشبان من أمضى أكثر من ستة أشهر في الشارع، الأمر الذي عدته المنظمات “يوتوبيا 56″، أمرا غير مقبول.
وتقول المنظمة المدافعة عن حقوق المهاجرين، إن الشرطة الفرنسية قامت بتوزيعهم المهاجرين على عدد من مراكز الإيواء التي تم تأمينها في منطقة باريس.
وكان المهاجرون القصر قد عادوا فجر اليوم إلى الموقع الذي كانوا يبيتون فيه، تحت جسر في منطقة “إيفري سور سين” شمال باريس، حيث كانت حافلات خاصة بانتظارهم لتنقلهم إلى مراكز الإيواء.
وبحسب محافظة “إيل دو فرانس” فقد تم تأمين مأوى لـ 292 مهاجرا بتلك العملية، مشددة على أنه “ينبغي الآن تقييم وضعهم الإداري وإتاحة المجال أمامهم للاستفادة من الدعم الاجتماعي والصحي، قبل أن تتم إعادة توجيههم إلى الدوائر المسؤولة عن تقييم وضعهم الفردي”.
ويعتبر تقييم وضعهم الإداري العنصر الذي يعقد عملية رعايتهم، فجميعهم يدعون أنهم قاصرين، ومعظمهم تم رفض اعتبارهم كذلك بعد خضوعهم لنظام تقييم الأعمار، بحسب ما أفادت به المنظمات الإنسانية.
وبانتظار جلاء نتيجة الدعوى القانونية التي تقدموا بها أمام المحاكم، لا يمكن استقبالهم في أي من مرافق الاستقبال المخصصة للمهاجرين، سواء تلك المعنية بالقاصرين أو بالبالغين.
يشار إلى أن المئات من الشبان القاصرين في باريس، ومعظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، يعانون من هذا الوضع المعقد، وغالبا ما يجدون أنفسهم مضطرين للنوم في العراء وخوض حياة التشرد.
وقامت منظمة “يوتوبيا 56” بخطوة خلال الصيف الماضي لمواجهة هذا الوضع، وذلك من خلال إنشاء مخيم في ساحة الباستيل في باريس للمهاجرين القاصرين، بهدف الضغط على السلطات من أجل إيجاد حلول مناسبة لهم.
اقرأ أيضا: بورن: فرنسا ستجتاز الشتاء دون حدوث انقطاع للكهرباء
وبعد إقامتهم هناك لفترة طويلة، تم إجلاء المخيم من قبل السلطات، وتوجه الشبان المهاجرون حينها إلى منطقة “إيفري سور سين”، حيث وجدوا ملاذا تحت أحد جسور المنطقة.
وتعد باريس محطة رئيسية في طريق الهجرة إلى أوروبا، إذ كثيرا ما تقام فيها مخيمات تفككها الشرطة بعد بضعة أشهر.
وأكبر عملية لتفكيك مخيم للمهاجرين في فرنسا كانت عام 2016، بمدينة “كاليه” حيث قامت السلطات آنذاك بتفكيك مخيم يضم قرابة الـ 9 آلاف مهاجر.