أخبار العرب في أوروبا – متابعات
كشف الناشط التونسي المختص بالهجرة،”مجدي الكرباعي” عن تعرض أحد المهاجرين التونسيين لاعتداء عنيف في أحد مراكز الحجز والترحيل في إيطاليا، مشيرا إلى أن هذا الاعتداء جاء بعدما رفض المهاجر العودة قسرا إلى بلاده.
ونشر النائب التونسي السابق “الكرباعي” قبل عدة أيام على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، صورا لمهاجر معتقل، وعلق بالقول “شاب تونسي في مركز الحجز والترحيل “كورالي” في مدينة ميلانو يقوم بخياطة فمه بخيط من الحديد احتجاجا على قرار ترحيله”.
وأضاف أن”الوضع الكارثي داخل مركز الحجز والترحيل، إذ قامت الشرطة الإيطالية بتقييده وفك الخيط من فمه بدون تدخل طبي”، معتبرا بأن “الانتهاكات ضد التونسيين تتواصل في مراكز الحجز والترحيل في (ظل) غياب الدولة التونسية”.
وفي تدوينة أخرى ذكر بأن “كل الانتهاكات والتجاوزات ضد المهاجرين سببها تواطؤ السلطات التونسية”حسب قوله.
وأوضح “عندما يكون لديك دولة تُحترم حقوقك فيها، ستُحترم حقوقك في الدول الأخرى، وعندما يتم الاعتداء عليك، دولتك هي من ستدافع عنك”، وفق تعبيره.
لاحقا وخلال لقاء مع إذاعة تونسية محلية قال الكرباعي تعليقا على الصور والمنشور :”ما جرى للشاب هو مماثل لآلاف الشاب التونسي في مراكز الحجز والترحيل في إيطاليا”، مضيفا: “سبق ونددنا بالخروقات في الوضعية اللا إنسانية واللا حقوقية في تلك المراكز”.
ووصف مراكز الحجز أنها بمثابة اعتقالات “غوانتانامو”.( يقع معتقل غوانتانامو في خليج غوانتانامو وهو سجن سيء السمعة، بدأت السلطات الأمريكية باستعماله في سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين).
وقال :”يتم إدخال الشباب لهذه المراكز دون معرفة الأسباب ودون الحق في توكيل محامي، حتى أنه ممنوع معارضة الوجود في هذه المراكز”.
وتابع: “تتجلى المعاملة غير الإنسانية من خلال عدم إعطاء أي أهمية للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو متابعة مرضهم، فضلا عن منع أي شخص سواء قريب أو صديق زيارة أي شخص في مركز الحجز”، على حد قوله.
وأشار إلى أن العديد من الشباب الذين تم احتجازهم وصلوا إلى إيطاليا منذ عدة سنوات وليس مجرد أسبوع أو اثنين، وهو ما يزيد من الحالة النفسية السيئة لهؤلاء الشباب.
اقرأ أيضا: ألمانيا.. وجهة جديدة لهجرة الكفاءات التونسية
وكان الكرباعي قد كشف في وقت سابق عن استمرار ترحيل مهاجرين تونسيين غير نظاميين من إيطاليا إلى تونس، مؤكدا أنه منذ بداية العام ولغاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغ عدد المرحلين قسرا 1694 شخصا، وذلك عبر 62 رحلة جوية.
كذلك، ذكر بأن العديد من المهاجرين التونسيين تعرضوا لانتهاكات جنسية، فضلا عن استغلالهم في الجريمة المنظمة داخل إيطاليا.
يشار إلى أن تونس تمر حاليا بأزمة اقتصادية خطيرة، أبرز ملامحها انخفاض النمو الاقتصادي (أقل من 3% )، وارتفاع معدلات البطالة (ما يقرب من 40% لدى الشباب)، وزيادة الفقر (نحو أربعة ملايين شخص)، وفق ما أفادت به وكالة “فرانس برس” مؤخرا في تقرير حول الوضع الاقتصادي في تونس.