أخبار العرب في أوروبا – هولندا
رحب ملك هولندا ويليم ألكسندر باعتذار بلاده عن سنوات من العبودية خلال الحقبة الاستعمارية.
وقال في خطابه بمناسبة عيد الميلاد، اليوم الأحد: “لا أحد اليوم يتحمل ذنب البربرية ضد رجال ونساء وأطفال في المستعمرات السابقة، لكننا نضع أساسا لمستقبلنا المشترك بمواجهتنا لماضينا المشترك بصدق وباعترافنا بجريمة العبودية، الجريمة ضد الإنسانية”.
وعند إلقائه بيان الحكومة في 19 من الشهر الجاري، اعتذر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته باسم بلاده عن هذه الجرائم، بعد مضي نحو 150 عاما على إنهاء العبودية في المستعمرات الهولندية.
وقال روته في خطابه:”أقدّم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عمّا قامت به الدولة الهولندية في الماضي لجميع العبيد في كل أنحاء العالم الذين عانوا من هذا النشاط، ولبناتهم وأبنائهم ولكل أحفادهم”، وأضاف “لا يسعنا إلا الاعتراف بالعبودية وإدانتها بأوضح العبارات بصفتها جريمة ضد الإنسانية”.
كان هذا الخطاب حول ضلوع هولندا في 250 عاما من الاتجار بالبشر في المستعمرات السابقة منتظَرا بفارغ الصبر.
في الوقت نفسه، كان وزراء هولنديون حاضرين في سبع مستعمرات سابقة “لمناقشة” القضية مع مواطنيها. وقد يكون في ذلك محاولة للتخفيف من آثار الماضي الاستعماري.
وتعتزم الحكومة الهولندية التعاون مع أحفاد الذين تعرضول لجريمة العبودية لمعالجة هذه المعاناة. كما تم إعلان عام 2023 عام الذكرى.
وقال الملك ويليم ألكسندر إن القصر الملكي سيشارك بنشاط في هذا الأمر، مشيرا إلى ضرورة معالجة كافة أشكال التمييز والاستغلال والظلم الحالية.
اقرأ أيضا: إحراق شجرة الميلاد في لاتفيا.. تقليد غريب يعود للقرون الوسطى
يذكر أن العبودية ساهمت في تمويل “القرن الذهبي” الهولندي، وهي فترة ازدهار من خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
وقامت البلاد بالاتجار بنحو 600 ألف أفريقي، خصوصا نحو أميركا الجنوبية والكاريبي.
وفي أوجّ إمبراطوريتها الاستعمارية، كانت للمقاطعات المتحدة المعروفة حاليا باسم هولندا، مستعمرات مثل سورينام وجزيرة كوراساو الكاريبية وجنوب أفريقيا وإندونيسيا حيث كان مقرّ شركة الهند الشرقية الهولندية في القرن السابع عشر.
وانتهت هولندا الرق رسميا في يوليو/تموز عام 1863، لتكون آخر الدول الأوروبية في ذلك.