أخبار العرب في أوروبا – متابعات
أكثر من 8 مليار إنسان يستعد اليوم السبت، لوداع العام 2022 واستقبال العام الجديد 2023، وسط مشاعر مختلطة.
في هذا العام الذي بقي منه ساعات قليلة، شهد حربا في أوروبا بعدما غزت روسيا أوكرانيا، وما تبعه من تداعيات اقتصادية كان أثرها على الأوروبيين وقدرتهم الشرائية أكثر وضوحا مقارنة مع جائحة كورونا التي بدأت في العام 2020.
وسيكون 2022 بالنسبة لكثر مناسبةً للتخلّص من ذكريات مرتبطة بمعدلات التضخم القياسية في كافة أنحاء العالم وكذلك بأزمة مرض كورونا الذي يصبح رويدا رويدا في طيّ النسيان بدون أن يختفي فعليا.
في شرق الكرة الأرضية، ستكون مدينة سيدني الأسترالية من بين أولى المدن الكبرى التي ستعلن الانتقال إلى العام الجديد، مستعيدة بذلك لقبها “العاصمة العالمية لعيد رأس السنة”، بعدما شهدت في العامين الماضيين إغلاقا واحتفالات محدودة بسبب تفشي المتحوّرة أوميكرون.
وبعد إعادة فتح الحدود الأسترالية يُنتظر توافد أكثر من مليون شخص إلى مرفأ سيدني لحضور إضاءة سماء المدينة بأكثر من مئة ألف من الأسهم النارية. وتقدر السلطات المحلية بأن قرابة نصف مليار شخص سيشاهدون العرض عبر الإنترنت أو على التلفزيون.
وقال منظّم عرض الألعاب النارية فورتوناتو فوتي “إذا تمكنا من جمع كل العالم في الحفلة واستقبال العام المقبل بتفاؤل وفرح متجدّديَن، فسنكون قد نجحنا”.
2022 في سطور
تساهم الاحتفالات في التخلص من مشاعر سلبية خلفتها سنة 2022 التي سُجّلت استقالات جماعية لموظفين من عملهم بعد أزمة الوباء وصفعة في احتفال توزيع جوائز الأوسكار فضلا عن تقلص ثروات أصحاب المليارات جراء تدهور قيمة العملات المشفرة.
لكن قبل كل شيء سيتذكر العالم سنة 2022 دائما لأنها شهدت عودة الحرب إلى أوروبا بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
ففي أكثر من 300 يوم، قُتل قرابة سبعة آلاف مدني وجُرح نحو عشرة آلاف شخص، بحسب مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
واضطر 16 مليون أوكراني للفرار من منازلهم. أما بالنسبة للذين بقوا، فيتخلل يومياتهم انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وعمليات قصف روسي وحظر تجوّل من الساعة الحادية عشرة ليلًا وحتى الخامسة فجرًا.
شرقا، يبدو أن روسيا ليست في وضع يخوّلها الاستمتاع. فقد ألغت موسكو عروضها التقليدية للمفرقعات بعد أن سأل رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين السكان كيف يودّون الانتقال إلى العام الجديد.
رغم كل شيء، وعدت شبكة التلفزيون والإذاعة الروسية الوطنية بأن تبث برنامجا يعكس”أجواء رأس السنة رغم التغيرات في البلاد وفي العالم”.
لكن هذا العام، ستُعرض الحلقة بدون مشاركة الفنانين المعتادين ومقدم البرامج النجم ماكسيم غالكين الذي يقيم في المنفى بعد أن ندّد بالحرب على أوكرانيا وبات مذاك يُعتبر “عميلا أجنبيا”.
أيضا في الشرق أيضا، تشهد الصين تفشيا واسعا لكورونا، فيما يسمح التلقيح لسكان سائر دول العالم بعيش حياة شبه عادية.
وتخلّت بكين فجأةً عن سياستها “صفر كوفيد” مطلع الشهر، في تحوّل تلاه فورًا ارتفاع حاد في عدد الإصابات.
وفي حين تكتظّ المستشفيات بالمصابين وكذلك المحارق بالجثث، غير أن الاحتفالات بعيد رأس السنة ستُقام في عدد لا يُحصى من الحانات والمسارح ومراكز التسوّق في كافة أنحاء البلاد. في المقابل، أعلنت سلطات شنغهاي عدم إقامة أي احتفال في الواجهة البحرية الشهيرة للمدينة.
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يأتي هذا العام على السوريين والعراقيين والفسلطينيين حيث استمرار النزاعات وغياب الأمن، وفي مصر والجزائر والمغرب وغيرها من الدول العربية تودع العام دون تغيير، إلا زيادة في الأسعار والفقر.
اقرا أيضا: ساعات تفصل كرواتيا عن دخول منطقة اليورو و “شنغن”
أما غربا فإن سكان القارة العجوز يأملون بأن لا تعود هذه السنة، بعدما كانت من بين الأسوأ على حياتهم منذ عقود طويلة، كما يأمل الأوروبيون أن تكون السنة الجديدة بداية لتراجع معدلات التضخم التي انهكت جيوبهم التي كانت عادة مليئة.
في هذا العالم سينظر كل إنسان لسنة 2022 وفق رؤيته الخاصة، فالملايين فقدوا أحبهم لهم ونهاية هذا العام هي تذكير بهم، كذلك فإن الملايين فشلوا في تحقيق ما كانوا يأملون به.
في المقابل فإن الملايين حققوا نجاحات وانجازات و ستكون بالنسبة لهم سنة 2022 مُلهمة وستبقى في ذاكرتهم ، كذلك فإن من فشل في تحقيق مراده في هذا العام، يأمل أن تكون 2023 مختلفة وفأل خير عليه.