أخبار العرب في أوروبا – بلجيكا
أخفى صاحب مخبز في العاصمة البلجيكية في بروكسل، عملات ذهبية حقيقية بقيمة 500 يورو في كعكة “عيد الغطاس” التقليدية، التي يُطلق عليها عادة بـ “كعكة الملوك”.
وتُعتبر “كعكة الملوك” من تقاليد الاحتفال بعيد الغطاس المسيحي في بلجيكا ودول عدة أخرى، وجرت العادة أن تُخبأ فيها مفاجأة بلاستيكية يكون آكل القطعة التي تحويها الفائز المحظوظ، لكن صاحب محل للحلويات في بروكسل قرر هذه المرة تضمين بعض كعكاته كنزا حقيقيا هو عبارة عن قطع ذهبية.
وقال صاحب المخبز “لوك دو فيردت”، إن عملية وضع القطع النقدية الذهبية، التي سبق وأن قام بها، لاقت نجاحا واستحسانا لدى الزبائن، لدرجة أنه صنع هذا العام أربع قطع لوضعها بشكل عشوائي في الكعكات التي ستعرض للبيع.
لكن الخباز دو فيردت أبدى قلقه من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أوروبا، رغم الإقبال على كعكاته المحشوة بالعملات الذهبية.
وأوضح أن مخبزه ليس بمنأى عن هذا الواقع، مشيرا إلى أن أسعار المواد الأولية التي يستخدمها في مخبزه كانت أكثر تكلفة هذا العام، لأن أسعار الزبدة والدقيق واللوز ارتفعت بشكل ملحوظ.
ويشرح أنه اضطر هذه السنة إلى رفع سعر الكعكة بنحو 2 يورو بسبب التضخم.
ويلاحظ “دي فيردت” البالغ 60 عاما الذي أمضى 46 منها في إعداد الحلويات أن “الزبائن يحبون الأمر، وهم سعداء جدا”، متوقعا أن تؤدي مبادرته إلى “جذب بعض الزبائن الإضافيين”.
ولأن الطلب على “كعكة الملوك” ارتفع في السنوات السابقة، كانت تنفد بسرعة مما خيب آمال عدد كبير من “المنتظرين”، وهو أمر يحرص دو فيردت على تجنبه هذه المرة.
وكما هي الحال في فرنسا ودول أخرى، يُقبل الناس بكثافة في بلجيكا على تقليد كعكة عيد الغطاس، ويصطفون طوابير لشرائها أمام محال الحلويات، وخصوصا إذا كان الكنز المخبأ وسط اللوز المطحون الذي تُحشى به الكعكة مغريا.
ويريد “دي فيردت” الذي أطلق هذه المبادرة لأول مرة عام 2020 صنع ثلاثة آلاف كعكة هذه السنة، أي بزيادة 500 عن العام الماضي 2022.
و”كعكة الملوك” يتم مشاركتها تقليديا في 6 يناير/كانون الثاني يوم عيد الغطاس، وتتألف من معجنات منتفخة عادة محشية بلوز مطحون وسكر، وبداخلها حبة شوكولا أو قطعة بلاستيكية ومن يجدها يصبح ملكا أو ملكة اليوم.
اقرأ أيضا: الحكومة الإسبانية تجبر شركات التبغ على تحمل نفقات تنظيف أعقاب السجائر
ويتتطابق تاريخ عيد الغطاس في الأصل مع مهرجان وثني. ففي العصور القديمة، احتفل الرومان بأعياد الانقلاب الشتوي بتعيين الملك أو ملكة اليوم، وذلك بفضل حبة مخبأة في الكعكة.
ويمكن للشخص المختار أن يقدم تعهدات للآخرين ويفي بجميع رغباته. وليوم واحد، كان السادة والعبيد على قدم المساواة، مما سمح بتوثيق العلاقات بينهما.
وفي القرن الثالث عشر، اعترفت الكنيسة بهذا التقليد في 6 يناير/كانون الثاني بالتزامن مع عيد الغطاس وهو اليوم الذي جاء فيه الحكماء الثلاثة إلى النبي عيسى (يسوع) وللاحتفال بوصوله، إذ قدم الرجال الثلاثة الحكماء هدايا إلى النبي :الذهب واللبان والمر. للاحتفال بهذا القدوم.