أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
أعلنت الحكومة الإيطالية، اليوم الجمعة، دخول “مدونة سلوك” التي تُعنى بوضع قواعد جديدة بشأن السفن الإنسانية العاملة في البحر المتوسط، حيز التنفيذ.
بموجب هذه المدونة، “سيتم منع القارب الذي نقل للتو اللاجئين، من تحويل مساره نحو قارب آخر وقع بمشكلة مشابهة، ما لم يكن هناك طلب خاص من السلطات الإيطالية”.
وينص القرار الذي تمت المصادقة عليه الأسبوع الماضي على أنه يتعين على السفن الإنسانية أن تطلب الرسو في أحد الموانئ وأن تبحر صوبه “دون تأخير” بعد أي عملية إنقاذ، بدلا من البقاء في البحر للبحث عن قوارب مهاجرين أخرى تقطعت بها السبل مثلما يحدث الآن.
وقد يتعرض ربابنة السفن التي تخالف القواعد لغرامات تصل إلى 50 ألف يورو فضلا عن احتجاز سفنهم.
وكانت رئيس الحكومة اليمينية جورجيا ميلوني قد وعدت خلال حملتها الانتخابية، بإحياء فكرة الحصار البحري لإيقاف القوارب التي تتدخل في البحر لإنقاذ المهاجرين.
من جهتها، استنكرت منظمات خيرية تشارك في جهود إنقاذ المهاجرين من البحر، الإجراءات الصارمة المناهضة للهجرة التي أقرتها الحكومة الإيطالية، وقالت إن القواعد الجديدة ستؤدي لوفاة المزيد من المهاجرين في البحر المتوسط.
كما اعتبرت المنظمات غير الحكومية إن “الحكومة تبعث برسالةٍ واضحة، وهي لا تسعى فقط إلى إعاقة عمليات الإنقاذ، بل تسعى أيضا إلى إبعادهم عن وسط البحر الأبيض المتوسط”.
في السياق، وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، خطوة حكومة ميلوني التي تستهدف المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين في البحر، “بأنها إجراء يشبه إعلان الحرب على هذه المنظمات”.
وأكدت الصحيفة أن “اللائحة الجديدة لوزارة الداخلية الإيطالية تصادق على تحوّلٍ، يشكل تهديدا واضحا لقانون البحار والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليه إيطاليا”.
وضمن المعايير الجديدة، أدخلت الحكومة الإيطالية أيضا مجموعة كاملة من العقوبات على السفن الإنسانية التي لا تمتثل لقراراتها، حيث سيتم فرض غرامات تتراوح بين 10 و50 ألف يورو على القبطان، ما لم يتبع القواعد الجديدة. وفي حالة تكرار المخالفة، يحق للسلطات حجز السفن.
وكانت مجموعة من 17 منظمة غير حكومية بيانا مشتركا عبرت فيه عن “مخاوفها البالغة” بشأن القرار الصادر عن الحكومة الائتلافية المحافظة بقيادة ميلوني التي تولت الحكم الخريف الماضي، بعدما تعهدت بخفض تدفقات المهاجرين إلى إيطاليا.
واتهمت المنظمات الحكومة الإيطالية بالسعي لتقليل الوقت الذي يمكن أن تقوم السفن الخيرية خلاله بمهام بحث وإنقاذ، ولفتت إلى أنه أصبح يُطلب مؤخرا من السفن نقل المهاجرين الذين يتم انتشالهم من عرض البحر لموانئ بعيدة.
اقرأ أيضا: 20 % منهم من مصر .. وصول 104 آلاف مهاجر إلى إيطاليا العام الماضي
وأوضحت المنظمات في بيان، أن “المنظمات غير الحكومية تعاني إنهاكا شديدا بالفعل بسبب عدم قيام الدول بعمليات بحث وإنقاذ، وسيؤدي انخفاض وجود سفن الإنقاذ، إلى غرق المزيد من الأشخاص على نحو مأساوي في البحر”.
والأسبوع الماضي قالت وزارة الداخلية الإيطالية إن 100 ألف و5140 مهاجرا وصلوا البلاد العام الماضي 2022، مقابل 67 ألفا و477 مهاجرا في عام 2021 و34 ألفا و 154 مهاجرا في العام 2020.
إلى ذلك، تشير تقديرات منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 1400 مهاجر لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط نحو أووبا في 2022.