اتحاد المزارعين الألمان يستبعد انخفاض أسعار المواد الغذائية هذا العام
أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
رغم تباطؤ معدلات التضخم في ألمانيا خلال الشهر الأخير، إلا أنه لاتزال المواد الغذائية في أكبر اقتصاد أوروبي والعديد من الدول الأوروبية في ارتفاع مستمر، مع توقعات أن يستمر هذا الوضع خلال 2023.
في هذا السياق، قال يواخيم روكفيد رئيس اتحاد المزارعين الألمان في تصريحات لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونج” الألمانية الصادرة أمس السبت: “إنه لا يتوقع أن تنخفض أسعار المواد الغذائية هذا العام”، مضيفا: “لا أرى أي علامة على الانخفاض على المدى القصير”.
وأوضح أن إنتاج المواد الغذائية لا يزال مكلفا للغاية، مؤكدا أن تكلفة الأسمدة ارتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف ونصف، وتضاعف سعر الوقود مقارنة بالأسعار قبل الحرب الروسية – الأوكرانية، موضحا في هذا الصدد بالقول: “ذلك يعني ارتفاع تكاليف الإنتاج”.
وأضاف:”لذلك لا افترض أن أسعار المواد الغذائية في المتاجر ستنخفض هذا العام”، مشددا بالقول:”إن المزارعين يضطرون إلى زيادة الأسعار حتى يتمكنوا من تمويل المحاصيل القادمة مسبقا”.
ومنذ فترة تحاول الحكومة الألمانية تخفيف الأعباء عن الشركات والمستهلكين بمساعدات بمليارات اليوروهات.
وفي العام الحالي سيجرى تطبيق إجراءات تهدف إلى كبح أسعار الكهرباء والغاز للحد من عواقب زيادة التكاليف على المنازل والشركات. ويفترض خبراء الاقتصاد أن هذا سيحد من ارتفاع التضخم في عام 2023.
لكن ليس هناك ما يشير إلى تراجع سريع للأسعار، حيث قال يواخيم ناجل رئيس البنك المركزي الألماني أخيرا “التضخم مرتفع ولن ينخفض إلا بشكل تدريجي”.
يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه احتمالات الركود القصوى في ألمانيا، حيث يجتاز الاقتصاد فصل الشتاء وأزمة الطاقة بشكل أفضل مما كان متوقعا، غير أنه يتحتم عليه الخضوع لعملية تحول لضمان مستقبله.
وقال المعهد الوطني للإحصاءات “ديستاتيس” الخميس :”إن نمو إجمالي الناتج المحلي الألماني عام 2022 تخطى التوقعات مسجلا 1.9% رغم البيئة الصعبة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والارتفاع الحاد في الأسعار”.
اقرأ أيضا: أداء اقتصاد ألمانيا العام الماضي يفوق التوقعات
وكانت الحكومة الألمانية تعول في الخريف على نمو بنسبة 1.4 % فقط في 2022 بعد نمو بنسبة 2.6 % في 2021.
لكن كارستن بيجيسكي المحلل في المجموعة المصرفية “آي إن جي” حذر من أن اقتصاد ألمانيا “لا يزال يواجه الركود”.
جدير بالذكر أن الحرب الروسية في أوكرانيا أوقفت الإمدادات، ما تسبب في ارتفاع حاد في الأسعار في أوروبا. كما ارتفع معدل التضخم مع زيادة تكاليف الإنتاج في الصناعة، محرك النمو الألماني، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية كبرى في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا.