أخبار العرب في أوروبا – السويد
أفادت وسائل إعلام سويدية اليوم الخميس، أن رجلا من أصول عربية يبلغ من العمر 36 عاما، تقدم بطلب للشرطة للحصول على ترخيص لتجمع يحرق فيه التوراة وسط العاصمة ستوكهولم.
يأتي هذا بعدما قام المتطرف الدنماركي السويدي “راسموس بالودان” مجددا بحرق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم يوم السبت الماضي.
كما يأتي هذا الطلب وسط رفض من قبل الجالية المسلمة في السويد، لاسيما أن المسلمين يقدسون الإنجيل والتوراة، ويعتبر حرق هذه الكتب المقدسة مخالف للتعاليم الإسلامية.
وأكدت المصادر الإعلامية نقلا عن الشرطة، قولها، إنها تلقت طلبا للتجمع بغرض حرق كتاب مقدس (التوراة) في يوم السبت المقبل، مشيرة إلى أن الطلب ما زال قيد المراجعة.
في ذات السياق، تقدم رجلا عربي آخر يبلغ 34 عاما بطلب مماثل لحرق نسخة من التوراة أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، وفق ما أكدته الخميس، صحيفة “داغينز نيهيتر”.
الصحيفة ذكرت أيضا أن الرجل نفسه تقدم بطلب لحرق نسخة من الإنجيل في ساحة “سيرجلتوري” وسط ستوكهولم.
ونقلت الصحيفة السويدية عن الرجل قوله: “إن حرق الكتب المقدسة أمر مثير للاشمئزاز، لكنني غاضب وأقوم بذلك لإثارة نقاش حول الأمر”، في إشارة منه إلى استفزازات المتطرف “بالودان” للجالية المسلمة بحرق نسخ من القرآن.
وأضاف الرجل :“اتصل بي ممثلو جمعية إسلامية في سودرمالم وطلبوا مني عدم القيام بذلك. يقولون إنه مخالف للإسلام وإنني لا أمثل المسلمين عندما أحرق نسخة من التوراة خارج السفارة الإسرائيلية. لا بأس، أنا أمثل نفسي”.
وشدد الرجل على أن “ما سيقوم به لا يستهدف الأقلية اليهودية في السويد. بل أنه يقف خارج السفارة الإسرائيلية ليذكّر العالم بقتل إسرائيل للأطفال الفلسطينيين”، كما قال.
وأعرب الرجل والذي لم يتم الكشف عن هويته لغاية الآن، عن اعتقاده بأنه “يقدم معروفا للسويد من خلال حرق التوراة”.
وقال “أستطيع أن أبين لتركيا أنه في السويد مسموح لك أيضا، لكنني لست متأكدا من أنني سأحصل على إذن الشرطة. أعتقد بأن السويد لديها معايير مزدوجة”، حسب قوله.
وكان رئيس المجلس اليهودي والحاخام “موشيه ديفيد هاكوهين” بمدينة مالمو قد أدانوا حرق المصحف الشريف، من قبل المتطرف “بالودان” وأعربوا عن دعمهم للمسلمين السويديين.
ونقلت صحيفة “داغينز نيهيتر” عن الحاخام هاكوهين قوله:“التحريض ضد الأقليات معدٍ. إن حرق القرآن أمر مقيت، والتخطيط الآن لحرق التوراة أمر مروع”.
كما وصف بيان أصدره المجلس اليهودي حرق القرآن بأنه “مظاهر كراهية للإسلام”. وكتب المجلس أن الهجمات على الأقليات في السويد، مثل اليهود والمسلمين “زادت في السنوات الأخيرة”.
وفي وقت سابق قال رئيس المجلس الاسكندنافي للعلاقات “حسين الداوودي ” في تصريحات صحافية حول تقديم البعض بطلبات لحرق نسخ من التوراة والإنجيل :“هذا ليس من المواطنة الشاملة ولا الخلق الإسلامي وليس أيضا من الحكمة”.
اقرأ أيضا: تحت حماية الشرطة..المتطرف “بالودان” يحرق نسخة من القرآن في ستوكهولم
وأضاف:”الحل فيما يخص التعرض للرموز الدينية هو إبراز القانون في هذا الجانب، والتعاون مع السلطات، ونرى الآن تحولا واسع النطاق من السلطات بهذا الأمر بطرق قانونية وعقلانية”.
وأثار قيام “بالودان” مجددا بحرق نسخة من القرآن بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم السبت الماضي تحت حماية كبيرة من الشرطة السويدية، ردود فعل غاضبة من قبل العديد من الدول العربية والإسلامية.
وسبق أن خرجت مناشدات من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في السويد، تدعو لعدم الانجرار وراء تصرفات المتطرف بالودان”.
علما أن “بالودان” دأب ومنذ سنوات على اختيار المناطق التي تتواجد فيها جالية مسلمة كبيرة للقيام بحرق نسخ من القرآن، في تحد “خطير” لتلك الجالية، وفق ما تؤكده بعض وسائل الإعلام السويدية والتي اعتبرت أن هذا الفعل لا يندرج ضمن “حرية التعبير”.
إلى ذلك، أصدرت جامعة الأزهر بيانا طالبت فية المسلمين في جميع أنحاء العالم بمقاطعة المنتجات السويدية والهولندية رفضا لحرق نسخ من القرآن، حيث شهدت هولندا يوم الأثنين الماضي قيام متطرف آخر بحرق نسخة من القرآن الكريم بعد تمزيقه أمام مبنى البرلمان في مدينة لاهاي (دينهاخ).