أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
بعد بث متواصل استمر 85 عاما باللغة العربية، اختفت كلمة “هنا لندن” من الأثير حين أنهت إذاعة “بي بي سي” البريطانية بدءا من الواحدة بعد ظهر أمس الجمعة بثها، الا أنها ستستمر بتقديم خدمتها العربية عبر موقع إلكتروني.
وقد قدم الإعلامي هشام عبد الملك أمس، آخر نشرة أخبار عبر إذاعة “بي بي سي عربي”.
وبدأ بث الإذاعة في عام 1938، إذ خرجت إذاعة “القسم العربي” في “بي بي سي” إلى الوجود، كأول إذاعة تبث بلغة أجنبية ضمن هيئة الإذاعة البريطانية.
ومع توالي السنوات والعقود تألق نجمها في سماء الإعلام العربي المسموع، ودخلت ملايين البيوت العربية، بفضل رصانة برامجها الإخبارية والثقافية والترفيهية.
ومنذ أن أُعلن عن قرار إغلاق إذاعة “بي بي سي عربي” وتسريح 400 من موظفيها، في سبتمبر/أيلول الماضي لم تتوقف المرثيات المعبرة عن حزن وحسرة على خسارة هذه الإذاعة.
وعبّر كثير من العاملين الحاليين أو السابقين عن استغرابهم من هذا القرار، فهذه الإذاعة -حسب البعض- ليست إذاعة عادية، ولم تستحق أن تتم معاملتها بهذه الطريقة.
في المقابل اعترف البعض الآخر بأن هذه هي سنن الكون، والجديد يأخذ مكان القديم، ولكل شيء أجل.
اقرأ أيضا: دراسة: 20% من الفرنسيين يعانون من الوحدة
من بين المذيعين الذين اشتغلوا في إذاعة “بي بي سي عربي” لسنوات طويلة، الإعلامي المصري محمود المسلمي، الذي قدّم برنامج “همزة وصل” وكتب ما يشبه مرافعة طويلة ينتقد فيها قرار الإغلاق.
وقال الإذاعي الشهير عند إعلان وقف الإذاعة إنه من الصعب عليه بصفته شخصا وعاملا في الإذاعة لمدة 30 عاما أن يتقبل هذا القرار.
وكتب على حسابه في فيسبوك :”لا يمكن بأي منطق أن نلقي 85 عاما من التربع على عرش الإذاعات الناطقة بالعربية في متاهات الغياب، لا أتصور أن من قرر ذلك استحضر نجاحات الراديو وارتباط الأجيال به وضرورة وحيوية وجوده لهم أولا قبل العاملين فيه”.
وأضاف:”لا أتقبل أي حجج أو أرقام تساق، وأراها مجرد خيالات نظرية وحسابات مجردة وأرقام تدوس على القيمة المعنوية وعطاء الأجيال”.
وتم تدشين “بي بي سي” إذاعتها الشهيرة يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول عام 1922 في لندن، ويعمل فيها حاليا أكثر من 22 ألف شخص، وقدمت في 3 يناير/كانون الثاني 1938 خدمتها العربية، كأول بث أجنبي بعد اللغة الإنكليزية ضمن الهيئة.
وغطت الإذاعة باللغة العربية، أخبار الحرب العالمية الثانية وأزمة قناة السويس وما تبعها في 1956 من “عدوان ثلاثي” قامت به فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مصر.
كما غطى مراسلوها معظم الأزمات وكل الحروب العربية- الإسرائيلية، إضافة للانتفاضات الفلسطينية وغزو العراق، ما جعلها تستقطب 40 مليون مستمع يوميا.