أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
تشهد فرنسا اليوم الثلاثاء إضرابا شاملا بالتزامن مع مظاهرات في مختلف مناطق البلاد، حيث وصفته وسائل الإعلام الفرنسية بـ”الثلاثاء الأسود”، نظرا لحجم التعبئة الحاشدة التي دعت إليها النقابات العمالية وغالبية عريضة من الشعب الفرنسي، ضد مشروع الحكومة لإصلاح نظام التقاعد.
وبعد عرض نص المشروع على مجلس الوزراء الفرنسي في 23 يناير/كانون الثاني الجاري، عرض مشروع القانون على لجنة الشؤون الاجتماعية في الجمعية الوطنية (البرلمان) أمس الأثنين.
وبحث ما يقرب من ستين نائبا المشروع، مادة تلو الأخرى، والذي ينص على رفع سن التقاعد إلى 64 عاما بحلول 2030، وتسريع عملية رفع الحد الأدنى لعدد سنوات المساهمة في صندوق التأمين التقاعدي للحصول على معاش تقاعدي كامل.
ويأتي إضراب اليوم، بعد مظاهرات وإضرابات واسعة شهدتها البلاد في 19 يناير/كانون الثاني الجاري الذي أطلق عليه “الخميس الأسود” والتي شهدت تجمع ما بين مليون ومليوني شخص للتعبير عن معارضتهم للإصلاح.
وتأمل النقابات الفرنسية التي نادرا ما تكون متحدة بهذا الشكل، أن يكون التحرك الجديد بالزخم نفسه، وهو أمل أكدته استطلاعات الرأي التي أظهرت الرفض الشعبي المتزايد للمشروع الذي يعد ضمن أولويات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وسائل إعلام فرنسية نقلت عن مصدر في الشرطة، قوله، إن قوات الأمن تتوقع حشودا مماثلة في 240 مظاهرة في كل أنحاء البلاد الثلاثاء، بالإضافة إلى إضراب العديد من القطاعات في البلاد.
ومن المنتظر أن يؤثر الإضراب بشدة على خدمات المواصلات العامة، إضافة لحركة الطيران.
وقالت هيئة الطيران المدني الفرنسية في بيان، أمس، إنها طلبت من شركات الطيران خفض برامج رحلاتها 20% في مطار باريس أورلي الثلاثاء، لكنها أضافت أنه على الرغم من هذا الإجراء الوقائي، يمكن توقع حدوث تأجيل لبعض الرحلات.
كما يُتوقع أيضا توقف المدارس والإدارات، وقد أعلنت فعليا بعض السلطات المحلية إغلاق مواقع عامة مثل الملاعب الرياضية.
اقرأ أيضا: تراجع معدل المواليد في فرنسا إلى أدنى مستوى منذ 1946
وتوقع وزير النقل الفرنسي “كليمان بون” حدوث اضطرابات شديدة في وسائل النقل، مؤكدا “سيكون يوما صعبا، بل صعبا للغاية بالنسبة لوسائل النقل العام”.
ودعا المواطنين الذين يمكنهم العمل عن بُعد أو تأجيل رحلاتهم إلى القيام بذلك، قائلا:”أكرر كما قلت في 19 يناير/كانون الثاني، من يمكنه ترتيب ظروفه والعمل عن بُعد، ومن يستطيع تأجيل رحلاته ، فمن الأفضل القيام بذلك، حيث ستكون هناك اضطرابات شديدة”.
يذكر أن أحدث استطلاعات الرأي أظهرت أن الغالبية العظمى من الفرنسيين (68%) يعارضون مشروع الحكومة بشأن الإصلاح التقاعدي المخطط له، والذي سيرفع سن التقاعد من 62 عاما إلى 64 على مدار 7 سبع سنوات بمعدل 3 أشهر كل عام حتى 2030.