أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
تسبب إضراب جديدة نفذه عمال السكك الحديد في بريطانيا اليوم الجمعة، وذلك للمطالبة بزيادة الأجور وبتحسين ظروف العمل، في توقف حركة القطارات بالبلاد، في وقت استمر فيه زخم التحركات الاجتماعية في مواجهة ارتفاع الأسعار.
وقالت شركات السكك الحديد في بريطانيا، إن اضطرابات كبيرة شهدتها البلاد اليوم، مؤكدة أنها اضطرت لإلغاء جميع الرحلات.
وهذا الإضراب الثاني لعمال السكك الحديد في بريطانيا في غضون ثلاثة أيام، بعدما شاركوا الأربعاء إلى جانب معلمين ومسؤولين حكوميين في أكبر إضراب في البلاد منذ أكثر من عقد.
وأضراب اليوم دعت إليه نقابتا “الجمعية التشاركية لمهندسي القاطرات ورجال الإطفاء” (اسليف) و”الاتحاد الوطني لعمال سكك الحديد والبحرية والنقل” (آر ام تي).
وتطالب النقابتان بزيادة أجور عمال السكك الحديد وتحسين ظروف العمل، في حين تعاني البلاد من تضخم بلغ أكثر من 10 % منذ أشهر.
وندّد ممثلو شركات القطارات برفض النقابات اقتراح بزيادة أجور السائقين بنسبة 8 % على مدى عامين.
وخلال الأشهر الماضية تزايدت التحركات الاجتماعية في كل القطاعات في المملكة المتحدة في مواجهة أزمة غلاء المعيشة، بعد ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ خمسينيات القرن الماضي.
ومن المقرر أن تنفذ الممرضات الاثنين المقبل إضرابا مرة جديدة، بعد توقفهن عن العمل بشكل غير مسبوق في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وهذه التحركات غير المسبوقة منذ ثمانينات القرن الماضي في عهد رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر، تحظى بدعم شعبي نسبي في بريطانيا، خصوصا في قطاعات الصحة.
وتتمسك حكومة المحافظين بموقف حازم وتريد إصدار تشريعات للحد من حق الإضراب.
وأمس الخميس، أكد رئيس الوزراء ريشي سوناك في مقابلة تلفزيونية أنه “يرغب بمنح الممرضات زيادة كبيرة” إذا استطاع.
اقرأ أيضا: وسط مظاهرات حاشدة.. بريطانيا تشهد أكبر إضراب منذ 12 عاما
وقال “لكنها مسألة اختيار”، لافتا إلى أن الحكومة أنفقت “مبالغ كبيرة” في مجال خدمات الصحة العامة، رغم الأزمة.
وكانت تقديرات أشارت إلى أن الإضراب الذي جرى خوضه، الأربعاء، قد يكلف الاقتصاد البريطاني قرابة 200 مليون جنيه إسترليني.
يذكر أن تقارير اقتصادية تؤكد أن البريطانيين يواجهون حاليا أكبر ترد في ظروف العيش منذ خمسينيات القرن الماضي، في حين لا تملك حكومة سوناك خارطة طريق واضحة لغاية الآن للخروج من هذه الأزمة.