أخبار العرب في أوروبا – متابعات
مع الكارثة التي ألمت بشمال سوريا وجنوب تركيا في السادس من فبراير/ شباط الجاري قررت مجموعة من الأفراد والجمعيات والمجموعات التطوعية في سوريا وتركيا تنسيق جهود الاستجابة لكارثة الزلزال.
تهدف هذه المجموعة للبحث عن ناجين ومفقودين من الزلزال من السوريين والعرب في تركيا، ودعم ومناصرة كافة الجهود وعلى رأسها جهود الدفاع المدني، و فريق ملهم في شمال سوريا.
فريق المبادرة
المبادرة تتكون من فريق متكامل يضم خبراء في مجال الاستجابة للكوارث، وخبراء ميدانيين من العراق وسوريا وفلسطين وغيرها وهم لديهم خبرات في مجال برامج التدخل العاجل والطوارئ، فضلا عن منظمات المجتمع المدني الإنسانية والاجتماعية والتربوية والتعليمية و الحقوقية من برلين، وعلى رأسها المجلس الأعلى العربي الألماني، ومدرسة ابن خلدون، و المركز العربي الألماني DAZ وETC NEWS وخبراء ومستشارين ونشطاء من ألمانيا.
إضافة إلى فرق من عدة دول عربية مثل منظمة حقوق الإنسان العربية ومنظمات حقوق الإنسان العراقية ونشطاء من تركيا، وسوريا، إضافة إلى مؤسسات إعلامية، ونشطاء من المجتمع المدني العربي والدولي، وأفراد ومتطوعين.
إنجازات المبادرة في تركيا
استطاعت المبادرة تحقيق العديد من الإنجازات ففي تركيا انضم فريق الأمل التطوعي ويضم خمس فرق من المتطوعين يصل عددهم إلى 250 شخص حتى يوم الجمعة الماضي.
وبالتعاون مع منظمة الحقوق والخدمات الإنسانية، تم العمل على توفير معدات وأدوية إسعاف أولية، جاهزه لتفعيل نقطة إسعاف أو أكثر حسب توفر الدعم اللوجستي والكوادر البشرية.
يأتي هذا إضافة إلى الحصول على التصاريح اللازمة لإقامة نقطة طوارئ في مدينة إنطاكيا التركية، والحصول على التصاريح اللازمة لإقامة نقطة طوارئ في كاراخان – هاتاي.
عملت المبادرة على توسيع دوائر البحث عن معدات ثقيلة متوفرة منذ اليوم الأول، ولكن هول الفاجعة، وحجم الدمار، وتدافع المكلومين جعل من المهمة لا تقل صعوبة عن البحث عن الناجين.
تمكنت فرق المتطوعين ومنظمة الحقوق والخدمات الإنسانية من تأمين 17 آلة ثقيلة (جرافات) خلال مساء اليوم الثالث للزلزال حيث انضمت المعدات للمساهمة بأعمال رفع الأنقاض.
ومنذ استلام المعدات تعمل فرق المتطوعين 10 ساعات متواصلة جنبا إلى جنب مع فرق البحث و الإنقاذ، كما تمت المساهمة في انتشال عدد من الجثث، وإنقاذ 13 شخص، من ضمنهم فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات.
يشار إلى أن هناك عدد من المتطوعين مفقودين، وآخرون قد فقدوا أحباءهم بين القتلى.
وبالتعاون أيضا مع منظمة الحقوق والخدمات الإنسانية، تم العمل على توفير قافلة من السيارات التطوعيه للمساهمة في تسهيل تنقل ونقل المتضررين وذويهم بين أنطاكيا وباقي مناطق ولاية هاتاي، وفي الوقت الحالي يتم العمل على تخصيص خط خاص للمشافي والمرافقة الطبية.
إنجازات المبادرة في سوريا
لا تقف المبادرة مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في سوريا فقد قام فريق عمل (عاجل وطارئ 8900) وهي الفرق المتطوعة الناشطة والمنظمة، بالتناقش مع المبادرة معهم حول وضع المنطقة وآثار الزلزال وتقييم الاحتياجات العاجلة.
وتم الاتفاق على التعاون الميداني والتنسيق للعمل مع المبادرة مما يؤمن لفريق المبادرة الوصول المباشر للمستفيدين، وتسهيل تقديم المساعدات لكل المناطق المتضررة من الزلزال على الوجه الطارئ وجهود إعادة الاستقرار.
وتم التواصل مع غرف عمليات فرق تطوعية مختلفة من مؤسسات المجتمع المدني السوري، ومجموعات من الأهالي والعائلات، و الحرفيين الذين يعملون بأدنى مقومات الصمود بعد استنفذ مخزوناتها والاحتياط.
تعطل آليات العمل الإنسانية المعتمدة
تقف هذه الفرق المحلية وحيدة اليوم، وخاصة أن الفرق التي تساندها في خطوط الإمداد واللوجستيات وإدارة البرامج والعمليات والتنسيق من جنوب تركيا نفسها قد تعرضت لآثار الزلزال بشكل عنيف، مما أدى إلى تعطل كبير في آليات العمل الإنسانية المعتمدة.
وقد فقدت المنظمات الإنسانية عددا كبيرا من طواقمها وعوائلهم فيما يعمل العدد المتبقي في ظروف طارئة من حداد عميق لم يعلن بعد، ومن قلب الملاجئ أو من داخل سياراتهم التي تحولت إلى غرف عمليات ومسكن وملجأ في آن، بدون كلل لو تذمر كيلا تعلو أصواتنا على أصوات من بقوا تحت الأنقاض إلى العالم.
وبالتعاون مع منظمة الحقوق والخدمات الإنسانية، تم تأمين شحنة من الأدوية للشمال السوري، الشحنه موجودة في تركيا، يتم تنسيق دخولها إلى المناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا بأسرع وقت لتوزيعها على المشافي الميدانية، والمرضى و المتضررين من الزلزال.
على صعيد آخر، يجري التنسيق مع منظمات غير حكومية دولية وأوروبية مختلفة، فيما يخص الوضع بسوريا.
الكارثة تتطلب تضافر جهود دولية بطبيعة الحال إذ بلغت الخسائر البشرية نتيجة هذا الزلزال في شمال غرب سوريا ما يقارب الـ 3 آلاف من الضحايا، وأكثر من 5 آلاف جريح تم استقبالهم في مشافي المنطقة التي تعمل بالأساس فوق طاقتها الاستيعابية.
بالإضافة إلى تهدم ما يزيد عن ألفي بناء كليا و5100 من الأبنية التي تضررت بشكل جزئي مما يترك 11 ألف عائلة دون مأوى، كذلك، فإن أعداد الضحايا السوريين المرتفعه القادمه من أنطاكيا التي طال السوريين فيها نصيبا كبير.
وسط هذا كلّه، فإن العمال الإنسانيين والمتطوعين المتواجدين في شمال غرب سوريا باتوا يعملون في ظروف مستحيلة وسط نقص حاد في الإمكانيات والمعدات، وقدرات محدودة في القطاع الطبي.
وإذ نثمن الجهود الدولية التي تداعت للاستجابة للاحتياجات المتفاقمة في الجنوب التركي وفي التوافد إلى دمشق لدعم فرق الانقاذ وفرق الاستجابة الإنسانية، إلا أن منطقة شمال غرب سوريا، حيث الأضرار الجسيمة، ما زالت تعمل حتى اللحظة بالموارد المحلية فقط دون دخول أي فرق بحث وإنقاذ أو قوافل مساعدات مخصصة للاستجابة للزلزال.
وتعد العوائق البيروقراطية والسياسية هي السبب الرئيسي لخسارة المزيد من الأرواح البريئة التي كان بالإمكان إنقاذها.
نداء للأمم المتحدة وفرقها الإغاثية
المبادرة وجهت نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” ومنسق الاغاثة الطارئة “مارتن غريفيث” بتوجيه كافة الأليات والوكالات الأممية للعمل بتفويض مباشر من الأمانة العامة للأمم المتحدة، وتجاوز كافة الصعوبات اللوجستية و استخدام كافة المعابر الممكنة عبر الحدود للوصول إلى شمال غرب سوريا.
أهمية الدور التركي
كما طالبت المبادرة السلطات التركية بالإسراع بالعمل على إصلاح الطرق المتضررة الواصلة إلى المعابر الحدودية، وتقديم كافة التسهيلات لدخول فرق الإنقاذ والفرق الطبية التي تحضر لمساندة الفرق المحلية من كافة الدول وبشكل سريع، وكافة التسهيلات لعبور المساعدات والتجهيزات اللازمة في عمليات البحث والإنقاذ، وتسهيل إجراءات عبور جثامين الضحايا مع ذويها بأسرع وقت، وإكرام الميت دفنه.
دور الاتحاد الأوروبي
المبادرة دعت ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي بتضمين مناطق شمال غرب سوريا بآلية الحماية المدنية التي سيتم تفعيلها وخاصة دخول المعدات والفرق عبر الحدود لمساندة الفرق المحلية في شمال غرب سوريا.
اقرأ أيضا: حصيلة زلزال سوريا وتركيا تقترب من 35 ألفا.. واستمرار العثور ناجين
كما تناشد المبادرة الدول والأفراد وأهل الخير كافة إلى ضخ مساعدات إضافية تتناسب وحجم الاستجابة الانسانية المتعلقة بآثار الزلزال على المدى المتوسط والطويل وخاصة ترميم السكن وتأمين المأوى العاجل تجنبا لتفاقم مشكلة المأوى المستفحلة أصلا في شمال غرب سوريا، بما يتجاوز المبالغ المخصصة سابقا للبرامج المحددة ضمن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لعام 2023.