أخبار العرب في أوروبا – السويد
كشف تحقيق نشر أمس الأثنين، وجود انتهاكات في عمليات تبني أطفال أجانب من خارج السويد للعيش في السويد مع عوائل تتبناهم.
التحقيق الذي أجراه التلفزيون السويدي تحت عنوان “الأطفال المفقودين” أكد أن هذه الانتهاكات حدثت في السابق، وتحدث حتى اليوم، مستعرضا عددا من الحالات جرى إجبارهم على التبني والذهاب مع عوائلهم الجديدة إلى السويد.
وكانت انتقادات حادة وجهت لعمليات تبنٍ جرت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في السويد، غير أن التحقيق الجديد أكد وجود انتهاكات تحدث حتى يومنا هذا، مستعرضا عددا من الحالات لأطفال جرى إجبارهم على التبني من قبل مؤسسات في صربيا.
وعرض التحقيق حالة زوجين سويديين من بلدية “لوليو” شمال السويد، قرروا أرادا تبني طفلة من خارج البلاد، إذ اتصلوا بمركز سويدي اسمه (Adoptionscentrum) يوفر خدمة تبني أطفال أجانب من الخارج.
يؤكد التحقيق أنه بالفعل عرضت عليهم تبني طفلة من صربيا عمرها أقل من تسعة سنوات، لكنهما تراجعا، مشيرين إلى أن عملية التبني“كانت أشبه بالاختطاف كان أمر مروع ”.
تقول الزوجة إيزابيلا هوبانا: “كان الأمر فظيعا جدا ولا يمكن قبوله، لم يكن تبني، كان اختطاف، وأضافت”كنا نرغب في تبني طيلة سنوات، وعندما عرضوا علينا تبني من طفلة من صربيا سافرنا إلى هناك لاصطحاب الطفلة لكن اللقاء الأول كان صادما”.
وأضافت: “الطفلة لم تكن تعلم أنه سيتم تبنيها من قبلنا على الإطلاق، وعلمنا أن لها أخ صغير سوف يتم فصلها عنه لكي تسافر معنا للسويد”.
وتابعت:” تعرضت الطفلة للتهديد من قبل العاملين الاجتماعيين في صربيا، حيث هددوها بأنها ستكون بلا مأوى ومشردة إذا لم تأت معنا للسويد ”، ووصفت إيزابيلا ما حصل أنه “كان الأمر أشبه باختطاف لهذه ”.
كما عرض التحقيق أيضا حالة طفل عمره أربع سنوات جرى فصله عن شقيقاته وإرساله إلى السويد بمعزل عن إرادة أمه البديلة التي كانت ترعاه في صربيا، مشيرا إلى جميع هؤلاء كانوا أما في دار رعاية في صربيا أو لدى عائلات بديلة حاضنة لهم كونهم أيتام أو لدى أقارب لهم.
ونقل التحقيق عن مسؤولة منظمة في صربيا تدافع عن الأطفال الذين يجري نقلهم إلى خارج البلاد، قولها، إن الاحتجاجات ليس فقط ضد عمليات تبني الأطفال الذين يعتقد أنهم نُقلوا إلى بلدان أخرى في السبعينات والثمانينات فقط، بل أيضا الأطفال الذين يتم إحضارهم إلى السويد اليوم.
وأضافت “آنا بيجيتش” التي تدير المنظمة أنها تلقت العام الماضي عدة مكالمات من أمهات أو آباء بالتبني أرادوا دق ناقوس الخطر بشأن نقل الأطفال إلى السويد.
كذلك، يتحدث التحقيق عن حالات يكون فيها الأطفال دون أسرة أصلية وتجري رعايتهم من قبل عائلة بديلة في صريبا لكن عملية نقلهم للتبني في السويد لا تسير دائما بموافقة الأسر البديلة أو الأطفال أنفسهم
وخلال التحقيق أكد التلفزيون السويدي إنه حاول إجراء مقابلة مع مديرة العمليات في مركز التبني بالسويد “كيرستين غيدونغ” للتحدث عن هذه الإساءات والانتقادات والاتهامات حول عمليات التبني.
اقرا أيضا: اختفاء عشرات الأطفال من طالبي اللجوء ببريطانيا في ظروف غامضة
ويؤكد التلفزيون السويدي أن مديرة المركز أرسلت ردا مكتوبا قالت فيه إن“المسألة لم تعالج بشكل جيد من قبل الخدمات الاجتماعية المسؤولة ومركز منازل الأسرة والتبني في صربيا ولا يمكن ترتيب لقاء للتحدث حول ذلك للخصوصية !”.
من جانبها، قالت الخدمات الاجتماعية في صربيا إنها لا تعلق على الحالات الفردية، مشيرة إلى أن وزارة رعاية الأسرة هي المخولة بالحديث عن الموضوع.
وقال المسؤول في الوزارة ستيفان بوبوفيتش إن “صربيا وقعت على اتفاقية التبني الدولية في أبريل/نيسان 2014 وهي تتصرف وفقا لذلك مع تطبيق قانون الأسرة لديها”، وفق ما جاء في تحقيق التلفزيون السويد.