أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تعاني فرنسا من عدم هطول أي أمطار منذ أكثر من شهر، في أطول فترة انحباس للمتساقطات على الإطلاق والتي يُتوقع أن تنتهي اليوم الأربعاء.
وقال معهد الأرصاد الجوية الفرنسية إن البلاد تشهد موجة جفاف تاريخية، حيث لم تشهد أي أمطار منذ 31 يوما.
وتجاوزت موجة الجفاف هذه، الرقم القياسي السابق لأشهر الشتاء والذي يتمثل في 22 يوما في عام 1959.
وأوضح المعهد أنه من 21 يناير/كانون الثاني الماضي إلى 21 فبراير/شباط الجاري، بلغت كمية الأمطار الإجمالية التي هطلت على البر الرئيسي الفرنسي أقل من ميليمتر واحد في اليوم، مشيرا إلى أن هذا يعد أطول فترة متسلسلة لانحباس المطر منذ 64 عاما.
كما تتجاوز هذه الفترة المتتالية لانحباس المطر تلك التي شهدتها البلاد عام 2020، والتي امتدت 30 يوما بين 17 مارس/ آذار و16 أبريل/نيسان، خلال أول مرحلة إغلاق عام مع بداية جائحة كورونا، لكن تلك الفترة كانت خارج فصل الشتاء.
وتثير هذه الفترة الطويلة لعدم هطول الأمطار قلقا أكبر كونها تحصل خلال الشتاء، وهي فترة أساسية لإعادة تشكيل المياه الجوفية، وسط شح متراكم في الأمطار منذ أغسطس/آب 2021، وبعد موجات جفاف وحر استثنائية صيف العام الماضي 2022، في تجسيد واضح لتبعات التغير المناخي.
ويتوقع معهد الأرصاد أن تنتهي هذه السلسلة اليوم، مع موجة مرتقبة من الأمطار الخفيفة آتية من غرب البلاد، من دون أن يؤجج ذلك التفاؤل.
وقال المعهد :”يُتوقع أن ينتهي شهر فبراير/شباط بنقص في هطول الأمطار يزيد عن 50%، وبالتالي أصبح أحد أشهر شباط الأكثر جفافا على الإطلاق”.
من جانب آخر، يبدو أن شمال إيطاليا ليس بمنأى عن هذا الوضع، إذ تقل فيه موارد المياه المرتبطة بالثلوج بنسبة 43% عن المعدل في السنوات العشر الماضية، بحسب معهد الأبحاث “فونداسيونه سيما”.
اقرأ أيضا: تلميذ يقتل معلمته داخل مدرسة ثانوية في فرنسا
وفي الجنوب تشهد جبال “البيرينيه” في كاتالونيا الإسبانية، نقصا حادا في مخزونات المياه إذ تبلغ حاليا 28.7% فقط من طاقتها، مقابل 72% في المعدل خلال السنوات العشر الماضية، بحسب أحدث نشرة للموارد المائية الإسبانية.
وكانت معظم أنحاء أوروبا قدة شهدت ظروفا أكثر جفافا من المعدل الطبيعي خلال الصيف الماضي، كما تسببت موجات غير مسبوقة من الحر الشديد في اندلاع حرائق غابات هائلة التهمت عشرات الآلاف من الهكتارات.
جدير بالذكر أن تساقطات الشتاء بالغة الأهمية في فرنسا وباقي الدول الأوروبية لإعادة تخزين المياه الجوفية التي استنفدت بفعل الجفاف التاريخي في عام 2022.