أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
أطلقت إيطاليا قبل عدة أيام تحذيرا جديدا من موجة جفاف شديدة بعد انتهاء فصل الشتاء، وذلك بعد أن شهدت جبال الألب أقل من نصف تساقط الثلوج المعتاد.
كما تشهد مدينة البندقية “فينسيا” الإيطالية التي تعرف بـ”مدينة الحب والرومانسية” والمشهورة بقنواتها المائية وقواربها التي تستقطب ملايين السياح سنويا، انخفاضا كبيرا في مستويات المياه، على عكس المعتاد من ارتفاع منسوب المياه في المدينة، وهو ما تسبب في حالة من الذعر بين المواطنين.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام إيطالية، فقد ظهر القلق على سكان المدينة والسياح الأجانب في أيام الكرنفال لما تشهده المدينة من احتفالات سنوية للكرنفال هذه الأيام.
وأعلن ألفيس بابا، رئيس مركز المد والجزر في البندقية، أنه لم تنخفض مستويات المياه في المدينة إلى هذا المستوى منذ 15 عاما على أقل تقدير.
وبتراجع لأكثر من 50 سم عن المتوسط المعتاد، حيث أن الحد الأدنى الآمن للتنقل في قنوات البندقية يبلغ 60 سم دون المستوى المتوسط، لكن ومع بلوغ مستويات المياه 65 سم دون هذا المستوى، قامت خدمات الطوارئ في المدينة بالتحذير من عدم إمكانية الوصول إلى منازل بعض السكان.
وقالت صحيفة “المساجيرو” الإيطالية، إن جفاف قنوات البندقية منعت سيارات الأجرة المائية وسيارات الإسعاف والقوارب التى كانت تسير فى المياه، من العبور.
وأوضحت أن بعض القنوات الثانوية في المدينة شهدت جفافا حادا، بسبب موجة طويلة من المد والجزر المرتبطة بنظام ضغط جوي عالٍ طال أمده.
وبحسب العلماء والجماعات البيئية، قد تواجه إيطاليا موجة جفاف أخرى بعد حالة الطوارئ في الصيف الماضي، حيث في يوليو/تموز الماضي، أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ خاصة في منطقة نهر بو، وهو ما أثر على حوالي ثلث الإنتاج الزراعي للبلاد وعانت من أسوأ جفاف منذ 70 عاما.
بدورها، منظمة “ليجامبينتي” البيئية، قالت إن الأنهار والبحيرات الإيطالية تعاني من نقص حاد فى المياه، مع تركيز الاهتمام على شمال البلاد، حيث أن نهر بو ، أطول نهر في إيطاليا يمتد من جبال الألب في الشمال الغربي إلى البحر الأدرياتيكي ، يحتوي على مياه أقل بنسبة 61% عن المعتاد في هذا الوقت من العام.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية عن خبير المناخ ماسيميليانو باسكوي من المعهد الإيطالي للبحث العلمي سي إن آر قوله “نحن في حالة عجز مائي تراكم منذ شتاء 2020-2021″، مضيفا “نحتاج لاستعادة 500 ملم في المناطق الشمالية الغربية: نحتاج 50 يوما من الأمطار”.
ومن أسباب جفاف القنوات مزيج من عدة عوامل تبدأ بفصل الشتاء الجاف، مع عدم هطول الأمطار ليس فقط في منطقة فينيتو، ولكن أيضا في مناطق جبال الألب، ويترتب على ذلك انخفاض في إمدادات المياه للأنهار الرئيسية التي تصل البحيرة من جبال الدولوميت.
اقرأ أيضا: الأطول منذ 64 عاما.. فرنسا تسجل رقما قياسيا لانحباس المطر
يشار إلى أن المناطق الشمالية من إيطاليا شهدت جفافا لعدة أشهر مضت. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت كمية الثلوج في جبال الألب بنسبة 53%، واحتياطيات مياه الأنهار بأكثر من 60%، وفقا لما ذكرته منظمة ليغامبيانتي البيئية.
صور تظهر جفاف القنوات المائية في البندقية “فينيسيا” التي يطلق عليها ” مدينة الحب”