أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
أصدر وزير البيئة الفرنسي كريستوف بيتشو، أمس الأثنين، أوامر بفرض قيود على استخدام المياه لأجزاء من البلاد، بعد شتاء أشد جفافا منذ 64 عاما.
أوامر الوزير غير المسبوقة في هذا الوقت من العام بتقييد استخدام المياه جاءت “فورية”، لمواجهة موجة الجفاف، التي تؤثر على جزء كبير من الأراضي الفرنسية.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أعلنت الأسبوع الماضي، أن فرنسا سجّلت 32 يوما من دون هطول أمطار، وأن هطول الأمطار للأشهر الثلاثة المقبلة سيكون حاسما لعودة المياه الجوفية والأنهار إلى مستوياتها المعتادة قبل الصيف.
وتثير هذه الفترة الطويلة لعدم هطول الأمطار قلقا أكبر كونها تحصل خلال الشتاء، وهي فترة أساسية لإعادة تشكيل المياه الجوفية، وسط شح متراكم في الأمطار منذ أغسطس/آب 2021، وبعد موجات جفاف وحر استثنائية صيف العام الماضي 2022، في تجسيد واضح لتبعات التغير المناخي.
ويقول الوزير “بيتشو” إن الري مقيّد بالفعل في 87 بلدية في الجنوب، وهو ما يحدث عادةً في الصيف وليس الشتاء، وستنظر اجتماعات مع المسؤولين في تمديد ذلك، مضيفا :“إنه أمر غير مسبوق” في هذا الوقت من العام “فرنسا في حالة تأهب”.
وأوضح أنه سيتم اتخاذ الإجراءات على أساس كل حالة على حدى، عند الحاجة في منطقة معينة لتجنب الاضطرار إلى اتخاذ إجراءات طارئة أكثر صرامة مع اقتراب الصيف.
وأشار وزير البيئة الفرنسية إلى أن مخزونات الطاقة المائية منخفضة في البلاد مقارنة بالعام الماضي، وهي ثاني أدنى مستوى خلال عشر سنوات.
اقرأ أيضا: الأطول منذ 64 عاما.. فرنسا تسجل رقما قياسيا لانحباس المطر
كما أن كمية الثلج في جبال الألب منخفضة مقارنة بعام 2022، الذي كان عاما جافا بشكل خاص، وفق ما أكده الوزير.
وكانت معظم أنحاء أوروبا قدة شهدت ظروفا أكثر جفافا من المعدل الطبيعي خلال الصيف الماضي، كما تسببت موجات غير مسبوقة من الحر الشديد في اندلاع حرائق غابات هائلة التهمت عشرات الآلاف من الهكتارات.
وتعد تساقطات الشتاء بالغة الأهمية في فرنسا وباقي الدول الأوروبية لإعادة تخزين المياه الجوفية التي استنفدت بفعل الجفاف التاريخي في عام 2022.