أخبارتقاريردول ومدن
أخر الأخبار

فرنسا بدون أمطار منذ 40 يوما.. وماكرون: أيام الوفرة المفرطة انتهت

أخبار العرب في أوروبا – فرنسا

لطالما كانت المياه وفيرة في فرنسا، حيث تتدفق الأنهار العظيمة مثل لوار وسين ورون عبر البلاد، كما تجلب جبال الألب وجبال البرانس المطر فوق الغيوم.

لكن انحباس الأمطار عن معظم مناطق فرنسا مستمر منذ قرابة 40 يوما في ذروة فصل الشتاء، وهي ظاهرة لم تتكرر منذ 64 عاما، حيث بات البلد الأوروبي المعروف بكثرة أمطاره شتاءً وحتى صيفا، مهددا بالجفاف لاسيما أن الشتاء الجاف يأتي بعد صيف حار وملتهب العام الماضي.

ويقول خبراء إن فرنسا فرنسا أصبحت مهددة بظاهرة مناخية جديدة، شتاء جاف وغير ممطر بالكاد، وهو ما يؤثر على حياة معظم الناس اليومية، وستكون العواقب مأساوية.

صحيفة “كوريير” الفرنسية نشرت قبل أيام تقريرا قالت فيه إن موسم الجفاف الطويل في باريس والمدن الكبرى الأخرى، يؤثر بشكل أساسي على جودة الهواء، مضيفة أنه منذ بداية العام جفت الأنهار وانخفض منسوب المياه في البحيرات والسدود، كذلك فإن النباتات تموت.

وتابعت:”على الأفاريز، عند سفح جبال البرانس بالقرب من البحر المتوسط​​، تموت أشجار البلوط المقدسة وأشجار الصنوبر الحلبي والزيتون البري في منتصف الشتاء وجميع الأشجار التي تعتبر شديدة التحمل”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا اندلع حريق هناك، فسوف ينتشر الحريق بسرعة ويغذي الشجيرات والأشجار الجافة، مؤكدة أنه احترق 60 هكتارا من النباتات بالقرب من بربينيان في فبراير/شباط المنصرم، وهو أمر من السابق لأوانه اندلاع حريق في فرنسا.

وعادة ما يرتفع منسوب المياه الجوفية مرة أخرى في أشهر الشتاء، وسيكون هذا مهما بشكل خاص هذا العام بعد جفاف الصيف الماضي، لكن الواقع يتمثل في أن منسوب المياه الجوفية متأخر بالفعل شهرين عن جدوله الزمني.

تعليقا على هذا الوضع، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للمعرض الزراعي في باريس يوم السبت الماضي:”لقد ولت أوقات الوفرة المفرطة، على البلاد أن تتعامل مع المياه والطاقة بخطة إدخار”.

بدوره، اعترف وزير البيئة الفرنسي كريستوف بيتشو:” يُفقد خُمس مياه الشرب في فرنسا من خلال الأنابيب المتداعية وحدها”، مشددا على أن “هذا غير مقبول”.

وقال :”كل أضواء التحذير حمراء”، واستدعى مجموعة من المحافظين للتشاور يوم الاثنين (الماضي) قبل عقد اجتماع في الأسبوع الأول من مارس/آذار، لوضع خطة مياه وطنية مع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن.

وأكد وزير البيئة أن الري مقيّد بالفعل في 87 بلدية في الجنوب، وهو ما يحدث عادةً في الصيف وليس الشتاء، وستنظر اجتماعات مع المسؤولين في تمديد ذلك، مضيفا :“إنه أمر غير مسبوق” في هذا الوقت من العام “فرنسا في حالة تأهب”.

وتتخذ بعض البلديات إجراءات في مقاطعة فار بجنوب فرنسا بالقرب من ساحل المتوسط ،حيث قرر العديد من رؤساء البلديات عدم إصدار تصاريح بناء.

اقرأ أيضا: الشتاء الجاف يدفع السلطات الفرنسية لفرض قيود على استخدام المياه

من ناحية أخرى، تدعو الحكومة إلى توفير المياه، ولكنها في الوقت نفسه تريد تطوير حلول تقنية لاكتشاف التسربات في الأنابيب بشكل أسرع، وري الحقول بشكل أكثر كفاءة، وإعادة استخدام المياه المعالجة.

وكانت معظم أنحاء أوروبا قد شهدت ظروفا أكثر جفافا من المعدل الطبيعي خلال الصيف الماضي، كما تسببت موجات غير مسبوقة من الحر الشديد في اندلاع حرائق غابات هائلة التهمت عشرات الآلاف من الهكتارات.

وتثير هذه الفترة الطويلة لعدم هطول الأمطار ليس في فرنسا فقط بل في العديد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان، قلقا أكبر كونها تحصل خلال الشتاء، وهي فترة أساسية لإعادة تشكيل المياه الجوفية، وسط شح متراكم في الأمطار منذ أغسطس/آب 2021، وبعد موجات جفاف وحر استثنائية صيف العام الماضي، في تجسيد واضح لتبعات التغير المناخي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى