أخباراقتصاد واعمالتقارير
أخر الأخبار

ارتفاع التضخم يدفع المسلمين في أوروبا لتقليص النفقات خلال رمضان

أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد

يأتي شهر رمضان المبارك في وقت تعاني فيه معظم الدول الأوروبية من معدلات تضخم مرتفعة. ومع ارتفاع الأسعار الناجم عن التضخم، وانخفاض القدرة الشرائية، تصبح الخيارات صعبة في الأسواق، خصوصا أن الإنفاق على الغذاء كما هو معتاد يزداد بشكل كبير خلال الشهر الفضيل.

لكن العادات الغذائية للمسلمين في أوروبا خلال رمضان يبدو أنها ستتغير هذا العام، لأن ارتفاع الأسعار الذي أصاب المنتجات الغذائية الأساسية أصبح يثقل كاهل ميزانية أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط في أوروبا.

ورغم أن التضخم بدأ يتباطأ في منطقة اليورو، إلا أن الأرقام الأخيرة التي أعلن عنها مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” مطلع مارس/آذار الجاري، تشير إلى أن أسعار المواد الغذائية سجلت زيادة قياسية في العديد من الدول الأوروبية الكبرى.

بحسب أرقام يوروستات فإن معدل التضخم في فرنسا ارتفع من 7% في يناير/كانون الثاني إلى 7.2% في فبراير/شباط، مع توقعات أن يستمر بالارتفاع خلال هذا الشهر.

وفي ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي ومن بين أكثر الدول تضرررا من التضخم زادت الأسعار من 9.2% إلى 9.3 % في نفس الفترة، وأيضا التوقعات تتجه إلى مزيد من الارتفاع خلال مارس/آذار الجاري.

أما إسبانيا فقد انتقلت من 5.9% في يناير كانون الثاني إلى6.1% في فبراير شباط.

وفي ظل هذه الزيادات المتكررة، تقول “رجاء.ع” السيدة المغربية المقيمة في مدينة مالقة، جنوب إسبانيا أن لا تهيء كعادتها أي أطباق مغربية تقليدية استعدادا لشهر رمضان.

وأضافت بأنها لن تعد طبق “سلو” المغربي الذي يحتاج إلى الكثير من الزبدة والزيت والمكسرات ولن تملأ مائدة الفطور بالأطباق، “سأكتفي بطبق واحد وشوربة خفيفة وفي الغالب بدون خضر لأن سعرها لا يناسب ميزانيتي، للأسف نعاني من الزيادات وثبات في الراتب”.

أما “آمنة” المهاجرة التونسية، المقيمة في مدينة غرونوبل في جنوب شرق فرنسا، وأم لطفلين فقد قررت أن تتعامل مع شهر رمضان كأي شهر من شهور السنة.

وتضيف بالقول:”أصبح من البيض والزيت لا يسمحان حتى بإعداد حلويات جلسة ما بعد الإفطار وثمن المكسرات المرتفع يجعلني أفكر ألف مرة قبل اقتراح تحضير طبق المسفوف التونسي للسحور، أما اللحوم، التي نستعملها نحن التونسيون كثيرا في الشوربة والمعكرونة، فسنقلل من كميتها أو قد نستغني عنها”.

ويكافح “أيمن” الذي يحصل على الحد الأدنى للأجور وزجته اللذان وصلا من لبنان قبل أربع سنوات إلى فرنسا، ليشتري أساسيات شهر رمضان من تمر وحليب وجبن.

لكنه يؤكد في المقابل أن”هذا الشهر هو شهر الكرم والضيافة، تعودنا على دعوة الأصدقاء لتناول وجبة الإفطار، لكن حاليا لا أظن أننا سنواظب على هذه العادة لأننا لا نملك الموارد المالية الكافية، سنكتفي بالزيارات بعد وقت الإفطار”.

من جانبه، أكد الجزار الجزائري في مدينة ليون الفرنسية “أحمد.ف” أن هذه الزيادات أثرت بشكل كبير على جيب المستهلك كما البائع.

وأوضح في هذا السياق بالقول:”كان رمضان شهر ربح ورواج. حاليا لا يفكر المستهلك في نوع اللحوم التي يريد تناولها بل في الأرخص ثمنا وبكمية أقل”.

وتابع: “اضطررت لتقليل هامش الربح للحفاظ على الزبائن والإكثار من التخفيضات حتى استطيع بدوري دفع فاتورة الكهرباء التي تضاعفت ثلاث مرات”.

وكان آخر تقرير نشره المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي، قد أكد بأن أسعار الخضار والفواكه الطازجة ارتفع بنسبه 23.3% و9.8 %على التوالي في عام واحد. كما ارتفعت أسعار الخبز والحبوب 14.4% واللحوم 15.4% وأسعار الجبن 19.4%

اقرأ أيضا: بعد رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة.. الدولار ينخفض واليورو يرتفع

وارتفاع الأسعار في أوروبا يعود مرده بالأساس إلى الحرب الروسية في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار في أسعار المحروقات والغاز ، مما كان له تداعيات على استيراد البضائع.

يضاف إلى ذلك حقيقة أن العديد من الحبوب والبذور الزيتية يتم استيرادها من أوكرانيا، وهي أحد الموردين الرئيسبن للحبوب في أوروبا، فضلا عن استمرار تداعيات جائحة كورونا التي لاتزال بعض من آثارها مستمرة لغاية الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى