أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تشهد فرنسا، اليوم الثلاثاء، موجة جديدة من الاحتجاجات والإضرابات على مستوى البلاد بعدما خيمت على مظاهرات الأسبوع الماضي بعض من أسوأ أعمال العنف في الشوارع منذ سنوات، وذلك رفضا لقانون رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.
ورغم أن الاحتجاجات بدأت منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الغضب في الشارع الفرنسي تصاعد منذ أن أقرت الحكومة القانون دون تصويت البرلمان في منتصف مارس/آذار الجاري اعتمادا على بند دستوري يسمح لها بذلك، إذ أشارت استطلاعات للرأي إلى أن الأمور ساءت بعد لقطات أظهرت عنف الشرطة.
وخلال أحدث أيام الاحتجاجات التي عمت فرنسا، حطم محتجون من جماعة “بلاك بلوك” نوافذ محال، ودمروا محطات حافلات، ونهبوا فرعا لسلسلة مطاعم “ماكدونالدز” في باريس، كما شهدت مدن أخرى أعمال عنف مشابهة.
وأمس الأثنين، حذر وزير الداخلية جيرالد دارمانان من “مخاطر حقيقية للغاية” من أن يندلع المزيد من العنف اليوم في العاصمة وخارجها.
ومن المقرر أن يتم نشر نحو 13 ألفا من أفراد الشرطة أثناء المظاهرات، وسيكون أقل من نصفهم في باريس.
وقال وزير الداخلية خلال مؤتمر صحافي إن جماعات تنتمي لأقصى اليسار تريد “إحراق فرنسا” وإن بعضها جاء من الخارج.
كما نصحت الشرطة أصحاب المحلات الواقعة في خط سير الاحتجاج بإغلاقها اليوم.
ومنذ صباح الثلاثاء، تعطلت خدمات القطار والرحلات الجوية كما أغقلت بعض المدارس أبوابها مثلما كان الحال في أيام الإضرابات السابقة.
وكانت ست من بين سبع مصاف للتكرير في فرنسا مغلقة أو تعمل بقدرة أقل أمس، كما أغلقت موانئ الغاز الطبيعي المسال.
وتقول الحكومة إن مشروع قانون التقاعد ضروري حتى لا تفلس المنظومة، وترى النقابات والمحتجون أن هناك سبلا أخرى لتحقيق هذا الهدف.
اقرأ أيضا: مخاوف من فوضى عارمة في فرنسا خلال التعبئة العاشرة ضد قانون التقاعد
وكانت النقابات قد طالبت الرئيس إيمانويل ماكرون سحب مشروع القانون أو إيقافه بعض الوقت لتهدئة الأمور. وتم إقرار التشريع لكنه لم يُنشر بعد بانتظار مراجعة المجلس الدستوري.
ورد ماكرون بأنّه على أتم الاستعداد للحديث مع النقابات، ولكن بخصوص أمور أخرى، ما زاد من غضب الشارع.
وكان قد شارك في يوم التعبئة السابق الخميس الماضي ما بين مليون (وفق الشرطة) و3.5 مليون شخص (وفق النقابات) في عدة تظاهرات شابتها حوادث عديدة من أبرزها اعتداء على مركز شرطة في لوريان (غرب) وإحراق شرفة مقر البلدية في بوردو (جنوب غرب) واشتباكات وحرائق في العاصمة باريس.