أخباردول ومدن
أخر الأخبار

انتقادات حادة تطال وزير داخلية فرنسا.. واليسار يعتبره “تهديدا لحقوق الإنسان”

أخبار العرب في أوروبا – فرنسا

بعد تهديد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بوقف دعم الدولة المالي المقدم لرابطة حقوق الإنسان الفرنسية، خرجت انتقادات حادة ضد الوزير، فيما اعتبر اليسار الفرنسي هذا التهديد ” تجاوز خطير”.

وبعد تهديد دارمانان، يكون قد خطا خطوة جديدة في الحرب التي يخوضها ضد معارضيه لاسيما فيما يخص مواجهة الشرطة للمتظاهرين ضد قانون رفع سن التقاعد.

وقال اليسار الفرنسي إنه”وزير يتصرف كما يشاء”، و”تجاوز خطير للحدود”، منددا بتهديد دارمانان بخفض الدعم المالي الحكومي المقدم لرابطة حقوق الإنسان الفرنسي “إل دي آش”، أثناء الاستماع إليه أمس الأربعاء، في مجلس الشيوخ حول تدبيره لملف الحفاظ على النظام العام. 

وينظر لهذا التهديد بخفض الدعم للمنظمة الحقوقية، كهجوم إضافي على صوت لا يتفق مع وزير الداخلية.

وكانت الرابطة خالفت الوزير الرأي بشكل علني بعد أعمال العنف التي شهدتها مظاهرات في مدينة “سانت سولين” وسط غرب البلاد، والتي أتت في أعقاب تصريحات له خلال عدة أسابيع، تضمنت مصطلحات “لا تشرف” وأخرى “مجانبة للحقيقة”، حسب معارضيه. 

في هذا السياق تقول المؤرخة ماتيلد لرير: “نعيش مرحلة من السرعة في تفكيك قواعدنا الديمقراطية ودولة الحق والقانون. هو انحراف سلطوي واضح”.

وأضافت المؤرخة المختصة في ثورات القرن التاسع عشر في فرنسا والمواطنة، والتي كانت تنشط بصفوف ائتلاف اليسار “الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد” أثناء حملة الانتخابات التشريعية 2022 أن ما يحدث هو “تقوض الديمقراطية”.

والرابطة الحقوقية التي تأسست في عام 1898 أثناء قضية “دريفوس” اعتادت على نشر مراقبين من المواطنين أثناء المظاهرات، ومن مهامهم توثيق عملية الحفاظ على النظام العام، وهي عملية انتقدها بشدة وزير الداخلية، الذي صرح أن الدعم المالي المقدم من طرف الدولة “يستحق أن ينظر إليه في إطار العمليات التي كان بالإمكان القيام بها”، مشيرا إلى أن المجالس المحلية تمول بدورها الرابطة. 

اقرأ أيضا: القضاء الفرنسي يدين لاعب جزائري بتهمة الاعتداء الجنسي

يقول رئيس الرابطة “باتريك بودوان” في مقابلة مع صحيفة ليبيراسيون:”منذ 20 عاما تدافع الرابطة عن الحريات للجميع في مقابل سلطات كانت دائما تميل للتجاوزات، حتى أثناء الديمقراطية”.

وأضاف:”حرمت الرابطة من دعم الدولة المالي في فترة قاتمة من تاريخنا، تحت حكم فيشي( امتد بين عامي 1940 و1944 اثناء الاحتلال الألماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية)، كانت فيها الرابطة متهمة كليا، ولم يكن بإمكاننا أبدا الحصول عليه”.

وتابع “إذن هل يريد جيرالد دارمانان العودة إلى فترة مشابهة؟. لا يمكنني أن أتصور ذلك. لكن في أجواء يخيم عليها تهديد من هذا النوع، فالأمر مقلق جدا بالنسبة لحالة ديمقراطيتنا”، حسب قوله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى