أخبارابداعات ومواهبتقارير
أخر الأخبار

راديو السويد يسلط الضوء على نجاح لاجئ سوري من درعا في مجال الزراعة

أخبار العرب في أوروبا – السويد

سلط راديو السويد الضوء على تجربة أحد اللاجئين السوريين الجدد في السويد وكيف تمكن من تطوير عمله بمجال الزراعة والنجاح فيه.

وقال الراديو في تقرير نشره أمس الثلاثاء، إن المهاجر السوري “أحمد الزعبي” الذي ينحدر من مدينة درعا في جنوب سوريا والذي يعيش الآن في مدينة يوتبوري في جنوب السويد، بدأ باستثمار قطعة أرض صغيرة لا تتجاوز مساحتها الـ 500 متر كمشروع تجريبي وذلك من خلال زراعة الخضروات والكرز.

وأضاف أنه بعد نجاح المشروع التجريبي الذي استمر لمدة عام، فإن المهاجر السوري اليوم يستثمر قرابة 15 دونم في زراعة انواع عديدة من الخضروات في ريف مدينة يوتبوري.

يقول الراديو السويدي في تقريره إن المهاجر السوري “أحمد” بعد أن وجد مشروعه التجريبي ناجح ويحقق مردود مالي جيد مع توفر وسهولة تسويق منتجاته، قرر التوسع في الزراعة ليعمل بالمهنة التي ورثها عن أجداده ومارسها لسنوات طويلة في مدينته درعا التي تشتهر كذلك بسهولها الخصبة.

وأشار إلى أن قصة “أحمد” بدأت في العام 2018 ولغاية انتشار جائحة فيروس كورونا عام 2020، وما رافق الجائحة من اضطراب في الاستيراد والتصدير، حيث اقترح سياسيون في بلدية يوتبوري في وقت سابق بتقديم تسهيلات لتأجير الأراضي الزراعية التابعة للبلدية، كذلك تسهيل القروض، وذلك بهدف دعم الاكتفاء الذاتي من الغذاء الذي يعتبر منخفض جدا في السويد مقارنة بفنلندا الجارة القريبة على سبيل المثال، بحسب كارين كاري بليليا، المستشارة في مجلس بلدية يوتبوري عن حزب البيئة.

لكن أحمد يقول إنه “على عكس العديد من المجالات، فإن تداعيات جائحة كورونا لم تترك أيُّ أثر سلبي على الزراعة، بل أظهرت أهميتها من جديد ” حسب قوله.

وأشار إلى أن الجائحة كانت سببا في بدء الطلب على المنتجات الزراعية والغذاء خلال فترة الوباء.

وفي معرض رده على سؤال حول اختياره لهذا المجال يقول أحمد الزعبي:”فكرت كثيرا كيف يمكن رد الجميل للبلد الذي استقبلنا، فكان الخيار في مجال الزراعة لاسيما أن لدي خبرة كبيرة وواسعة فيها”، مؤكدا أن والده وجده كانوا أيضا يعملون في مجال الزراعة.

صورة نشرها راديو السويد خلال عمل التقرير عن الأرض التي قام باستصلاحها وزراعتها “أحمد الزعبي ” في ريف يوتبوري

وتابع: “عندما منحتني البلدية قطعة الأرض (15 دونم) لزراعتها، أكدت لي أن هذه الأرض لم تزرع منذ 50 عاما”، مشيرا إلى أن الاعشاب فوق الأرض كانت بارتفاع مرتين.

وأردف قائلا: “البلدية اخبرتني أن الارض تحتاج من عام لعامين فقط لاستصلاحها… لكني تمكنت في عام 2018 من زراعة بعض المزروعات، وفي عام 2019 استطعت بمساعدة زوجتي وأولادي من زراعة الأرض والحصول على مردوي مادي جيد”.

وأوضح أنه في الوقت الحالي يقوم بالزراعة الصيفية فقط والتي تبدأ في الشهر الثالث والإنتاج يبدأ في الشهر السادس وحتى الشهر العاشر، لافتا إلى أنه يفكر خلال السنوات المقبلة في الزراعة الشتوية من خلال بناء بيوت زجاحية وليس بلاستيكية كما كان يفعل ذلك في بلده سوريا، وذلك لان البلاستيك لا يقاوم درجات الحرارة المتدنية في السويد التي تصل لـ 10 أو 15 تحت صفر .

المهاجر السوري يؤكد أن طموحه حاليا ينصب على زراعة 10 هكتار ( ألف دونم) ، مشيرا إلى أن هذا المشروع قد يرَ النور بحلول العام 2025 أو 2026.

اقرأ أيضا: صحيفة نمساوية مقربة من اليمين تدعو لترحيل 17 ألف لاجئ سوري

إلى ذلك، تقول “كارين”، المستشارة في بلدية يوتبوري:”معروف أن الاستثمار الزراعي في السويد يحقق أرباح كبيرة، كون أن المنتجات الزراعية مرتفعة السعر في السويد وعليها أقبال كبير طول العام”.

وأضافت:”لكن الاستثمار في الزراعة في السويد يحتاج خبرة، و يحتاج لبيئة مغلقة كون الطقس البارد في السويد لأغلب السنة لا يسمح بحرية الزراعة إلا بمقاييس ومعايير خاصة”.

جدير بالذكر أنه وفقا للأرقام الرسمية الحديثة التي نشرت في مارس/آذار الماضي، فإن السوريين أصبحوا في المركز الأول من حيث أكبر جالية سكانية مهاجرة في السويد، يليهم العراقيون ومن ثم الفنلنديين.

وبحسب الإحصائية الصادرة عن دائرة الهجرة السويدية، فإن عدد السوريين في السويد بلغ حتى نهاية الشهر الماضي 244 ألفا في حين جاء العراقيون في المركز الثاني بعد 194 ألفا ( أي بفارق 50 ألف نسمة).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى