أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
تمكن الشاب السوري نسيم خليل، الذي وصل ألمانيا قبل 7 سنوات، من تحقيق حلمه ومواصلة مسيرته، من خلال اختراع أبهر فيه الألمان.
خليل الذي غادر العاصمة دمشق هربا من الحرب الدائرة في بلاده، ودرس البيطرة في جامعة حلب، حصل على براءة اختراع ألمانية لمرتبة ذكية تم تطويرها العام الماضي.
الاختراع يعتمد على خاصية التنافر المغناطيسي لتحقيق تموضع أفضل للجسم أثناء النوم، وخاصة للأرداف والكتف وعلاج مرضى آلام الظهر وحالات ارتجاع المريء.
كما اقترب من تحقيق حلمه الثاني، حيث يقوم حاليا بوضع اللمسات الأخيرة على ابتكار جديد سيظهر إلى النور قريبا، كما أكده الشاب السوري في تصريحات صحافية.
وحاليا يبدو خليل أكثر خبرة وحنكة بالسوق الألماني، إذ أن الفترة الماضية علمته الكثير، فنجاحه في تسويق اختراعه الأول وشرائه من قبل شركة طبية سويدية مختصة، يؤكد على أنه يسير على الطريق الصحيح، بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها.
يقول خليل: “حاليا أنا في المراحل النهائية لابتكار جديد، آمل أن يخرج إلى الأسواق قريبا”، مؤكدا على أن وجوده في ألمانيا والدعم الذي يحصل عليه لتحقيق هذه الابتكارات هو من بين أهم سبب نجاحه، فالبلد يدعم المتفوق ويقدم له المساعدة في إنجاز فكرته
وأوضح أن “الابتكار الجديد يتمثل بتصميم ذكي وفريد لحقيبة ظهر تقوم على خوارزمية خاصة لحماية حاملها، فهي مهيأة لتقديم الحماية لمرتديها، ومقاومة الحوادث المتوقعة أثناء التنقل لا سيما في المدن الكبيرة”.
وقال إن “فكرة الحقيبة المبتكرة تعتمد على وجود حساسات خاصة وكاميرات بالغة الصغر موصولة بجهاز كومبيوتر لوحي دقيق”.
وذكر أنه “بطريقة الخوارزميات تم تلقيم الجهاز بأكثر من 265 حالة اعتداء بوسائل مختلفة وذلك استنادا إلى بيانات أمنية دقيقة. حيث تتمكن الحقيبة من معرفة أوجه أو أجسام متحركة للمحيطين بها”.
ويشير إلى أن الحقيبة قادرة على “إحباط أي محاولة رصد أو اقتراب من حامل الحقيبة، حيث تنبه حاملها بدرجات إنذار مختلفة بعضها صامت يعتمد على خاصية الإرتجاج وبعضها يطلق صفير الإنذار للتنبيه وكشف محاولة التحرش”.
كما أن الحقيبة مزودة بجهاز مانع للسرقة وموصولة بنظام تعقب عبر تقنية (GPS) من أجل تحديد موقعها، بحسب ما أكده خليل.
. تمويل الاختراع
من أجل تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع كان على “خليل” تجاوز عقبات بيروقراطية كثيرة في ألمانيا، بيد أن نجاحه السابق في الحصول على براءة اختراع ساعده على تكوين خبرة كبيرة في التعامل مع المؤسسات الألمانية المختلفة.
اقرأ أيضا: بلدية بريطانية تكرّم لاجئ سوري بسبب مبادراته وأعماله الخيرية
وكان الشاب السوري قد تقديم طلبه إلكترونيا وتعبئة نموذج خاص من أجل المصادقة على هذه الفكرة والسماح بفحصها من قبل لجنة مختصة. وهو ما استغرقه أسابيع طويلة في تقديم الأوراق اللازمة، وإقناع اللجان المختصة بفكرته.
لكن في النهاية تمكن خليل من الحصول على براءة اختراع لحقيبة الظهر والأهم الحصول على تمويل من وزراة الاقتصاد والعمل في ولاية بادن فورتمبيرغ في جنوب غرب المانيا.
يأتي هذا التمويل ضمن برنامج خاص لدعم الابتكارات، إذ حصل اللاجئ السوري على تمويل بقيمة تبلغ نحو 24 ألف يورو.
يذكر أنه يقيم في ألمانيا نحو مليون سوري جلهم وصل البلاد لاجئا بعد العام 2011 هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، وخلال السنوات الأخيرة احتفت العديد من الصحف الألمانية بنجاحات العشرات من السوريين في قطاعات مختلفة.