أخبار العرب في أوروبا – النمسا
أعلنت الحكومة النمساوية أن المنزل الذي ولد فيه أدولف هتلر في النمسا سيتم تحويله إلى مركز للتدريب على حقوق الإنسان لعناصر الشرطة.
جاء ذلك في بيان أصدرته، الأربعاء، وزارة الداخلية النمساوية، أكدت فيه أن المبنى الواقع في مدينة “براوناو آم إن” على الضفة النمساوية لنهر “الإن” في مقاطعة “النمسا العليا” قرب الحدود الألمانية، سيتسع جنبا إلى جنب مع مركز للشرطة.
وأوضحت الداخلية أن القرار جاء بناء على توصيات لجنة خبراء متعددة التخصصات معنية بحرمان العقار من “جاذبيته الأسطورية للمتطرفين”.
من جانبه، قال هيرمان فينر، الرئيس السابق لمشاريع البناء والعقارات في وزارة الداخلية في بيان:”سيكون مكتبا لأكبر منظمة لحقوق الإنسان في النمسا -الشرطة- وسيكون أيضا مركزا للتدريب في هذا الموضوع المهم بشكل أساسي”.
التحويل الذي سيكلف ما يقدر بـ20 مليون يورو، من المتوقع أن يكتمل في عام 2025، مع انتقال الشرطة إلى المبنى في العام التالي.
والثلاثاء الماضي، قال المؤرخ “أوليفر راثكولب” الأستاذ بمعهد التاريخ المعاصر بجامعة فيينا، في مؤتمر صحفي:”علينا أن نواجه ماضينا ونعطي هذا المكان المرهق تاريخيا منظورا مليئا بالحياة”.
والمبنى كان محل جدل على مدى السنوات الماضية، حيث أراد البعض هدم المنزل لكي لا يكون مزارا للنازيين الجدد، في حين رفض آخرون هذا الاقتراح، معتبرين أن المبنى تاريخي يعود للقرن السابع عشر.
وولد هتلر في شقة داخل المبنى في 20 أبريل/نيسان عام 1889، وعاش فيها عدة أسابيع فقط.
والمبنى كان مملوكا لـغيرليند بومر، التي كانت عائلتها تمتلك المبنى قبل ولادة هتلر، لعقود حتى بدأت وزارة الداخلية تأجير الموقع منها في عام 1972.
وخلال الفترة السابقة استضاف المبنى مؤسسات خيرية مختلفة. ومع ذلك، فإن المنزل المكون من ثلاثة طوابق أصبح فارغا منذ عام 2011، عندما قام المستأجر، وهو مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، بإخلاء المبنى.
وفي عام 2016 قالت الحكومة النمساوية إنه سيتم هدم المبنى، ثم شرعت في الاستحواذ عليه بالقوة من “بومر”، مع استدعاء وزارة الداخلية لـ”تفويض قانوني خاص” لمصادرة العقار. تبع ذلك مشاحنات قانونية حول الحجز والتعويض، تم خلالها تعليق خطط هدم المبنى.
وبعد تأمين الموقع، ظلت الحكومة النمساوية تشعر بالقلق من أنه قد يجذب النازيين الجدد وآخرين متعاطفين مع آيديولوجية هتلر.
اقرأ أيضا: ضابط مخابرات سوري سابق يمثل أمام محكمة في النمسا
وفي عام 2019 عند إعلان قرار تحويله إلى مركز شرطة، قال وزير الداخلية النمساوي آنذاك، فولفغانغ بيشورن، إن “استخدام الشرطة للمنزل في المستقبل سيكون إشارة لا لبس فيها على أن هذا المبنى لن يخدم أبدا إحياء ذكرى الاشتراكية الوطنية”.
وفي فترة الحكم النازي، كان المبنى مركز حماية الآثار ثم مكتبة، إلى أن أصبح مقرا للقوات الأمريكية، وبعد انسحابها أصبح المبنى مكتبة ثم مدرسة ثم ورشة، وبعدها أصبح مركزا لتعليم اصحاب الاحتياجات الخاصة منذ العام 1977 حتى 2011.
يذكر أن “هتلر” لم يمضِ وقتا طويلا في المنزل حيث غادرت أسرته بعد أسابيع قليلة من ولادته إلى مبنى آخر في المنطقة، قبل أن تغادر المدينة نهائيا عندما بلغ الثالثة من العمر.
إلا أن النازيين الجدد بدأوا بالتوافد على هذا الموقع، فقررت السلطات ضمان منع تحوله إلى نقطة جذب لأنصاره في المستقبل.