أخبار العرب في أوروبا – اليونان
تسبب نائب يوناني في إثارة غضب واسع في بلاده، بعدما أطلق تصريحات عنصرية عن كارثة غرق قارب كان يقل المئات من المهاجرين قبالة سواحل اليونان.
وبعد هذه التصريحات أعلن حزب رئيس الوزراء اليوناني السابق، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي يسعى لولاية ثانية في انتخابات نهاية الأسبوع المقبل، طرد النائب من صفوفه.
وكان النائب اليوناني”سبيليوس كريكيتوس” عن حزب ميتسوتاكيس “الديمقراطية الجديدة”، قد أدان في مقابلة يوم الخميس، الخسارة “المأساوية” في الأرواح، بما في ذلك “الأطفال”، لكنه أضاف أن اليونان “لا تستطيع تحمل مزيد من المهاجرين” الذين اتهمهم بالسرقة.
وأمس الجمعة، أعلن الحزب طرد النائب، قائلا في بيان إن “مثل هذه الآراء التي عبّر عنها سبيليوس كريكيتوس لا مكان لها في حزبنا”، وأضاف أن “تصريحات الكراهية والعنصرية ليست جزءا من قيمنا”.
من جانبه، وصف حزب “سيريزا” اليساري المعارض، الجمعة، تصريحات كريكيتوس بأنها “عنصرية”، ودعا حزب “الديمقراطية الجديدة” إلى طرده.
يأتي هذا فيما يخوض النائب المطرود الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يونيو/حزيران الجاري، بعد حصول حزب “ميتسوتاكيس” على المركز الأول، في انتخابات مايو/أيار الماضي، بدون تحقيق غالبية برلمانية واضحة.
وكانت السلطات اليونانية أعلنت الأربعاء، عن وفاة ما لا يقل عن 78 مهاجرا إثر غرق قارب يقلهم قبالة سواحل شبه جزيرة مورا، وأشارت إلى إنقاذ أكثر من 104 آخرين تم نقلهم إلى ميناء كالاماتا، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين.
القارب المنكوب انطلق من طبرق الليبية متوجها إلى إيطاليا، وعلى متنه قرابة 750 شخصا، بحسب منظمة “هاتف الإنذار/ ألارم فون” المدنية، كذلك نقلا عن شهادات الناجين.
ويواصل خفر السواحل اليوناني عمليات البحث عن الناجين، وسط آمال ضئيلة في العثور على ناجين آخرين، مع مرور وقت أكبر على انقلاب القارب.
وأثار غرق القارب صدمة واتهامات لليونان بأنها لم تقدم المساعدة لمئات اللاجئين، فيما نفت أثينا مسؤوليتها عن الحادثة، ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد مهربي وتجار البشر.
وطالبت الأمم المتحدة بتحقيقات سريعة وتدابير “عاجلة وحاسمة” لتجنّب مآس جديدة مثل غرق قارب محمَّل بالمهاجرين قبالة اليونان قد يكون أودى بمئات الأشخاص.
اقرأ أيضا: كارثة قارب المهاجرين.. اليونان تطلب الدعم من “يوروبول” وتفاصيل جديدة عن المأساة
ونقل عن مدير قسم الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة “فيديريكو سودا” قوله في بيان مشترك صادر عن منظمته والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “من الواضح أن النهج المعتمد بالنسبة الى البحر المتوسط ليس فاعلا”.
يذكر أن اليونان تعد إحدى الطرق الرئيسية لدخول اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا الفارين من الحروب والفقر والاضطهاد، لدخول الاتحاد الأوروبي.
ومنذ العام 2014 رصدت الأمم المتحدة أكثر من 20 ألف حالة وفاة واختفاء في عرض البحر المتوسط ، لكن منظمات حقوقية غير حكومية تقول إن العدد الحقيقي أكثر بعدة أضعاف، ما يجعله أخطر معبر للمهاجرين في العالم.
