أخبار العرب في أوروبا – متابعات
اشتدت موجة حر التي تضرب معظم أنحاء أوروبا لاسيما جنوب وغرب القارة العجوز، حيث أطلقت عليها إيطاليا اسم “الوحش الأسطوري سيربيروس”، ويقول علماء المناخ إن بصمات تغير المناخ يمكن العثور عليها في مثل تلك الأحداث.
الموجة القادمة من شمال أفريقيا، والتي أطلقت عليها فرنسا اسم “شارون”، بدأت بضرب مناطق أوروبية قبل عدة أيام لكنها دخلت فعليا بداية من الأمس ويتوقع أن تصل ذروتها الأيام المقبلة، وهو ما يمكن أن يزيد من رفع درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة في إيطاليا مثلا. وبدورهما، تشهد فرنسا إسبانيا واليونان ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ عدة أيام.
في السياق، أرجعت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، السبب وراء هذه الموجة الحارة إلى عاملين هما: ارتفاع درجات حرارة سطح البحر بشكل غير عادي، مما يعني أن الهواء البارد لا يهب إلى داخل اليابسة قبالة البحر الأبيض المتوسط.
كما أن هناك منطقة ذات ضغط مرتفع محاصرة فوق جنوب البحر المتوسط، في إسبانيا على وجه الخصوص، وتزيد سحب الغبار الصحراوي الظروف سوءا.
وأطلقت جمعية الأرصاد الجوية الإيطالية على موجة الحر اسم “الوحش الأسطوري سيربيروس”، في إشارة إلى الوحش ذي الثلاث رؤوس الذي يحرس الجحيم كما صوّره الشاعر الإيطالي الشهير دانتي أليجيري.
فيما يخص المنطقة الأكثر حرارة في أوروبا في هذه الموجة، يبدو أن إسبانيا ستحتل الصدارة هذا الأسبوع، حيث قد تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية في المناطق الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة الأيبيرية.
في الوقت نفسه، تم وضع 16 مدينة في إيطاليا في حالة تأهب شديد لكبار السن، من بولزانو في الشمال، وتمتد جنوبا إلى بولونيا وفلورنسا وروما، كما يُتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في منطقة سردينيا الداخلية يوم الأربعاء المقبل.
في اليونان، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية في بعض أجزاء البلاد في الأيام المقبلة.
كما تضرب الموجة الحارة فرنسا، حيث حذرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، اليوم الأثنين، من الارتفاع في درجات الحرارة في الجنوب الشرقي للبلاد في الأيام القادمة، مشيرة إلى أن الموجة تصل ذروتها غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
وقالت الهيئة إن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يبدأ من اليوم في منطقة “بروفانس ألب كوت دازور” (جنوب شرقي فرنسا) وجزيرة “كورسيكا” ، قبل أن يمتد إلى “لانجدوك روسيون” جنوبي البلاد، أما إقليم “الألب البحرية” تم وضعه في حالة التأهب البرتقالية، لمواجهة الموجة الحارة.
إلى ذلك، حظرت السلطات الأوروبية، الوصول إلى المحميات الطبيعية والغابات لتقليل مخاطر حرائق الغابات، بينما كانت البلديات تفتح مناطق مكيفة في المباني العامة للناس للاحتماء من الحرارة.
انكسار الموجة الحارة
وحول انكسار الموجة، قال روبن ديل كامبو، خبير الأرصاد الجوية من وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية: “نتوقع يوم الأربعاء أن تنخفض درجات الحرارة بشكل عام مع وصول رياح باردة من الشمال والشرق، باستثناء جنوب شرق وجنوب الأندلس، حيث الرياح الحارة تهب من الداخل ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة”.
لكن وفقا لمكتب الأرصاد الجوية البريطانية، ربما تستمر موجة الحر أسبوعا آخر وربما لفترة أطول في بعض المناطق.
تقول المتحدثة باسم المكتب نيكولا ماكسي إنه “لا توجد علامات على أي تغييرات كبيرة في نوع الطقس في الأسبوعين المقبلين في الوقت الحالي”.
اقرأ أيضا: “بلد الأساطير”.. تعرف على أبرز 6 جزر ساحرة في اليونان
وربطت بعض التقارير السابقة الحرارة المرتفعة في أوروبا بتغير المناخ، وقالت ماكسي إنه لم تكن هناك دراسة متخصصة تربط هذه الموجة الأخيرة من الطقس الحار بتغير المناخ.
لكنها أضافت: “ما لدينا هو أن المستوى الأساسي للحرارة أعلى، لذلك نشهد زيادة في مستويات الحرارة بسبب تغير المناخ”.
يذكر أن معظم دول أوروبا الغربية شهدت خلال فصل الصيف العام الماضي درجات حرارة عالية، وندرة في الأمطار ما تسبب في جفاف واسع النطاق وصل إلى البحيرات والانهار، وذهبت بعض الدراسات إلى أن هذا الجفاف لم يحدث في القارة العجوز منذ 500 عام.