أخبار العرب في أوروبا – اليونان
قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إن السلطات اليونانية رفضت معظم طلبات لجوء القاصرين غير المصحوبين بذويهم خلال العام الماضي 2022، ما تركهم بدون أوراق رسمية وبالتالي عرضة الاستغلال.
وذكرت المنظمة في تقرير نشرته قبل عدة أيام وجاء بالتعاون مع المجلس اليوناني للاجئين، أنه “في عام 2022 وافقت السلطات على طلبات لجوء 981 قاصرا من أصل 3175 طلبا، فيما تم رفض الباقين، أو اضطروا إلى الانتظار لفترات غير محددة لدراسة طلباتهم”.
وأضاف التقرير “يعيش الأطفال غير الموثقين حياة محفوفة بالمخاطر، ويخشى الكثيرون منهم مغادرة أماكن إقامتهم في حالة استهدافهم من قبل السلطات، بينما يواجه الأطفال غير المصحوبين والمسجلين على أنهم بالغون، مخاطر مثل الاحتجاز واحتمال الترحيل”.
وتضمن التقرير مقابلات مع 12 قاصرا، وصفوا فيها المعاناة والمصاعب التي واجهتهم إثر رفض طلبات لجوئهم.
من هؤلاء القصر “ماهر” وهو طفل عراقي يبلغ من العمر 14 عاما، إذ قال : “عندما لم يكن لدي أوراق، وكنت أنتظر التسجيل، كان الأمر أشبه بالحياة في السجن”.
وأضاف : “لم يكن لدي إمكانية مغادرة المخيم والذهاب إلى السوق، والتعرف على المنطقة. قضيت كل وقتي في تصفح هاتفي المحمول”.
كما أشار التقرير إلى أن نحو نصف دول الاتحاد الأوروبي تمنح تصاريح إقامة للفتيات والفتيان غير المصحوبين بذويهم، لخدمة حاجاتهم الأساسية كأطفال، لكن اليونان ليست من بين تلك الدول. وحث التقرير أثينا على تغيير سياساتها.
في هذا السياق، شدد “ليفتيريس باباجياناكيس” مدير المجلس اليوناني للاجئين بالقول: “في حالة رفض منحهم وثائق قانونية، يمكن أن تتراكم الديون على الأطفال لأنهم يضطرون إلى تحمل مسؤولية تلبية حاجاتهم الأساسية، ما يجعلهم أكثر عرضة لسوء المعاملة”.
يدوره، قال دانيال غوريفان، كبير مستشاري المناصرة في منظمة “أنقذوا الأطفال”: “يتم رفض طلبات اللجوء الخاصة بمعظم الأطفال غير المصحوبين، مما يجبرهم على العيش في حالة من انعدام الأمن والخوف، ومعرضين لخطر الاستغلال وسوء المعاملة”.
وأضاف:”يعتمد الأطفال غير المصحوبين بذويهم على الإطار القانوني اليوناني لتزويدهم بالحماية والأمان. يجب على الحكومة ضمان حصول جميع هؤلاء الأطفال على تصريح إقامة”.
اليونان تطبق مبدأ “الدولة الآمنة”
يؤكد التقرير أن اليونان تطبق مبدأ “الدولة الثالثة الآمنة”، والذي يعقد من حصول الأطفال على الحماية.
ويعتمد هذا على أنه يجب على الطفل أن يشرح للسلطات سبب عدم تقدمه بطلب للحصول على اللجوء في أول بلد آمن مر به في طريقه إلى اليونان، وغالبا ما تكون هذه الدولة تركيا.
ووفقا لتقرير المنظمة فإنه في مواجهة العودة إلى وطنهم أو إلى “بلد ثالث آمن”، يجد الأطفال أنفسهم مضطرين إلى مواصلة رحلتهم المحفوفة بالمخاطر إلى دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا: لمكافحة الجريمة.. السويد تدرس مراقبة اتصالات الأطفال
وأكد أنه في ظل عدم حملهم لأوراق رسمية، يتعرض الكثيرون منهم لمخاطر تشمل العنف والاستغلال من قبل مهربي البشر.
ونقل التقرير عن “حكيم” وهو يافع أفغاني يبلغ من العمر 17 عاما قوله، إنه “يعيش في خوف من العودة إلى بلده”.
وأضاف:”لم أكن أخرج من المخيم، لأني كنت أخشى أن تطلب الشرطة وثائقي وترحلني مرة أخرى إلى تركيا ثم إلى أفغانستان. وبعد ذلك لن يكون لدي خيار سوى الانتحار”، كما قال.
