أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
شهدت ألمانيا في غضون أسبوعين هجمات متكررة، طالت مواقع لنصب تذكارية في البلاد.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، أمس السبت، فقد شملت الهجمات صندوق كتب في موقع الرصيف 17 في العاصمة برلين ( كان يتم نقل عشرات الآلاف من اليهود، بالقطارات من ذلك الرصيف، إلى معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية)، وقع في 12 أغسطس/آب الجاري.
كما طالت الهجمات خيمة مهرجان أولسدورف للسلام، حيث يتم إحياء ذكرى ضحايا القصف بالقنابل الذي حدث خلال الحرب العالمية الثانية في هامبورغ.
وجرى اعتقال المشتبه به في الهجمات التي شهدتها برلين، يومي 12 و14 أغسطس/آب. وهو ألماني يبلغ من العمر 63 عاما.
أيضا، تم الإبلاغ في العاصمة عن 105 على الأقل من الجرائم أو المخالفات ذات الدوافع المعادية للسامية، خلال النصف الأول من هذا العام، منها 72 جريمة يمكن تصنيفها بوضوح على أنها جرائم ذات دوافع سياسية، ارتكبها أنصار اليمين.
ووفقا للحكومة المحلية لولاية برلين، فقد سجل المكتب الجنائي الاتحادي بالفعل 960 جريمة معادية للسامية في جميع أنحاء ألمانيا منذ بداية العام الجاري 2023، منها 25 من أعمال العنف ضد أشخاص.
في هذا السياق، نقل التلفزيون الألماني (DW) عن “المؤرخ “كارستن أوهل” قوله:” ليست هناك إحصائيات موثوقة حول عدد الهجمات في جميع أنحاء ألمانيا، لكن هناك شعور بأنها في تزايد.
أضاف المؤرخ الذي يعمل منذ أشهر قليلة لحساب مؤسسة هامبورغ للنصب التذكارية ومراكز التعلم لإحياء ذكرى جرائم النازية: “الآن أود أن أقول إن لدينا وضعا جديدا: عدد الهجمات التي تعرضنا لها كان مفاجئا وصادما”.
وتابع:”حقيقة أن الهجمات في غرب وشرق ألمانيا يتم تسجيلها الآن بهذا التواتر، تظهر شيئا واحدا قبل كل شيء: هذه الهجمات مشكلة تؤثر على ألمانيا بأكملها، وليست مشكلة شرق ألمانية فقط”.
وأردف بالقول:“لدينا مشهد يميني متطرف يشعر بأنه صار قويا مع حزب البديل”.
علما أن الحزب اليميني الشعبوي، وفي بعض النواحي هو حزب يميني متطرف يحظى حاليا بأكثر من 20 % من أصوات الناخبين على مستوى ألمانيا، وفقا لآخر استطلاعات الرأي. ومن الممكن أن يصبح الحزب الأقوى في بعض ولايات ألمانيا الشرقية.
كما تحدث “أوهل” عن مناخ اجتماعي وسياسي يظهر فيه المزيد من الأشخاص الذين يمثلون وجهات نظر يمينية بشكل علني.
يوضح المؤرخ في هذا السياق:”هذا المناخ الذي يخلقه حزب البديل من أجل ألمانيا ومؤيدوه قد يؤدي أيضا إلى التحول من العدوان اللفظي إلى العمل النشط”.
اقرأ أيضا: المساعدات المالية لمواجهة ارتفاع الطاقة في ألمانيا تدفع إلى عجز الميزانية
ورغم ذلك، يؤكد بأن “الأمر لم يصل بعد للاعتداء على أشخاص، ولكن وصل إلى حد إيقاع أضرار جسيمة في الممتلكات”.
يتفق “كارستن كوت”، مؤسس مبادرة “صناديق الكتب”، مع هذا التحليل إذ أكد على أن “لديه شعور بأن حزب البديل من أجل ألمانيا يشجع مرتكبي الجرائم على القيام بشيء كهذا”.