أخبار العرب في أوروبا – هولندا
سلط الإعلام الهولندي، مؤخرا، على تجربة ونجاح عائلة سورية في افتتاح أول مطعم سوري نباتي في هولندا، مشيرا إلى أن هذه التجربة لاقت إعجاب الزبائن الهولنديين.
ووفقا لصحيفة “إن دا بورت” الهولندية في تقرير نشرته قبل أيام، فإن العائلة السورية التي وصلت في عام 2015 إلى هولندا هربا من الحرب الدائرة في بلادها، افتتحت مطعما سوريا يقدم طعاما نباتيا بداية أغسطس/آب الجاري، بمدينة هارلم في مقاطعة شمال هولندا.
وحول رغبة العائلة في افتتاح هذا النوع من المطاعم، تقول ابنتهم نايا: “بالتأكيد.. كنا نعيش في مدينة حلب، وكان والدي يدير عددا من المطاعم هناك. لكنه لم يكن يعمل في المطبخ بنفسه”.
وأضافت:”كان والدي في سوريا دائما يتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة”، مشيرة إلى أن والدتها كانت دائما تطبخ، عندما يأتي الناس إلى منزلهم لتناول العشاء، مؤكدة بأن والدتها كانت “تتلقى دائما الثناء. لذلك عندما وصلنا إلى هولندا، علمت والدي والدتي في الطبخ”.
وتابعت اللاجئة السورية أن والداها بعد وصولهما إلى هولندا عملا في De Wereldkeuken (وهي منظمة تنظم جميع أنواع الأنشطة.. فنية ولغوية)، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، يوجد أيضا مطعم وهو يفتح كل يوم خميس وجمعة.
وأردفت بالقول:”في السنوات الأولى عملوا كطهاة بشكل تطوعي ثم عملوا هناك لمدة خمس سنوات”، لافتة إلى أن والدها أصبح الشيف ووالدتها المنسقة.
لكن “ولسوء الحظ، اضطرت المنظمة إلى التوقف مؤقتا هذا العام، لذلك كان علينا البحث عن شيء آخر”، تقول نايا التي أضافت قائلة:”كان والداي قلقين، وقلت لهم: عليكم أن تفعلوا ما تتقنوه. أن تطبخوا معا.
كما أشارت أبنة العائلة السورية في حديثها إلى أن”الأمر كان صعبا، لأن بدء عملك الخاص يتطلب الكثير. مثل الإدارة، ولحسن الحظ، باعتبارنا بنات، يمكننا المساعدة في ذلك”.
تعاون بين أفراد العائلة
تؤكد نايا في حديثها مع الصحيفة الهولندية على وجود تعاون كامل بين أفراد عائلتها في المطعم النباتي، موضحة في هذا الصدد بالقول:”نحن جميعا نساهم في العمل. أتقن اللغة الهولندية بشكل جيد، لذا فأنا أساعدهم”.
وأضافت:”أختي جودي قامت بإعداد الديكور مع صديقتها وتنشر كل شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعيش أختي الكبرى نور في ألمانيا، ولكنها تساعد أيضا عند الحاجة. هذه هي الطريقة التي بنيناها معا”.
واستدركت قائلا:”تقوم والدتي أيضا بتحضير المكونات الطازجة كل صباح في المنزل، والتي يستخدمها والدي لإعداد الأطباق في المطعم”.
وبحسب الصحيفة فقد استطاعت العائلة السورية التميز عن باقي المطاعم العربية في مدينة هارلم، نقلا اللاجئة السورية نايا التي تؤكد بالقول:”لقد رأينا أن هناك الكثير من المأكولات العربية في هارلم، ولكن معظمها يركز على اللحوم، مثل دونر كباب، ولكن نحن اخترنا أن نميز أنفسنا بأطباق الغداء النباتية”.
تضيف:”جلسنا معا على الطاولة وتحدثنا عن أطباق الغداء المفضلة لدينا نحن نقدم الخبز العربي مع جميع أنواع المقبلات والوجبات الساخنة كالفلافل والسلطة.
كما ذكرت بأن العائلة تولي اهتماما بتعليقات الزبائن. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي المطعم حلوى مختلفة كل يوم” لأن والدتي أيضا جيدة جدا في صنعها”، بحسب نايا التي ذكرت بأن طبقها المفضل “هو اللبنة والزعتر”.
وقالت إنها تستطيع تأكل تلك الساندويتش (اللبنة والزعتر) في أي وقت من اليوم، مشيرة إلى أن تجربة الجبن العربي المحمص مثيرة، لافتة إلى هناك مثل عربي يقول: “مهما كان بطنك ممتلئا، هناك دائما مكان للجبن المقلية”.
موقف إيجابي من قبل الزبائن الهولنديين
تقول نايا إن الزبائن الهولنديين يتحدثون بكل سرور عن الأطباق السورية النباتية والقصص التي وراءها، مؤكدة بأن العائلة تلقت تعليقات إيجابية من الزبائن.
اقرأ أيضا: قبارصة يعتدون على مئات المهاجرين السوريين.. ورئيس البلاد يدين
وأوضحت بأنه”غالبا ما تكون النساء متحمسات لنا، خصوصا أننا نقدم الأطباق النباتية. لكن الرجال يترددون أحيانا قليلا في البداية. ثم يسألون: هل أنتم حقا لا تقدمون اللحوم؟. لكن بمجرد تذوقها، عادة ما يغير الرجال رأيهم”.
والمطعم السوري يقدم المطعم العديد من الأطعمة، خصوصا الفلافل والفول والحمص وغيرها، لاسيما أن المطبخ السوري غني بالأطباق النباتية من حيث العدد والنوع.