أخبار العرب في أوروبا – سويسرا
أعلن القضاء السويسري، توجيه لائحة اتهام إلى وزير الدفاع الجزائري السابق خالد نزار، وتشمل بالأخص تهما بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية بشبهة موافقته على عمليات تعذيب خلال الحرب الأهلية في التسعينيات التي شهدتها الجزائر والتي تعرف بـ “العشرية السوداء”.
وقال الادعاء العام السويسري، أمس الثلاثاء،في بيان، أن “سلطات التحقيق وجهت إلى وزير الدفاع الجزائري السابق، خالد نزار، لائحة اتهام تشمل تهما بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية بشبهة موافقته على عمليات تعذيب خلال المواجهات التي جرت بين الجيش ومسلحين إسلاميين في تسعينيات القرن الماضي”.
وأضاف البيان أن “نزار باعتباره شخصا مؤثرا في الجزائر بصفته وزيرا للدفاع وعضوا بالمجلس الأعلى للدولة، وضع أشخاصا محل ثقة لديه في مناصب رئيسة، وأنشأ عن علم وتعمد هياكل تهدف إلى القضاء على المعارضة”.
البيان ذكر:”تبع ذلك جرائم حرب واضطهاد معمّم ومنهجي لمدنيين اتُّهموا بالتعاطف مع المعارضين”.
وأورد البيان أنه بعد الاستماع إلى 24 شخصا، قدمت النيابة العامة لائحة الاتهام في 28 أغسطس/آب.
وكان نزار البالغ من العمر 85 عاما قد أوقف خلال زيارة إلى جنيف في أكتوبر/تشرين الأول عام 2011 لاستجوابه من جانب النيابة العامة.
الاعتقال جاء بناءً على شكوى قدّمتها ضده منظمة “ترايل إنترناشيونال” غير الحكومية التي تحارب الإفلات من العقاب على جرائم الحرب. لكن أُطلق سراحه بعد ذلك وغادر سويسرا.
وفي عام 2017، طوى الادعاء العام السويسري الملف على أساس أن الحرب الأهلية الجزائرية لا تشكل “نزاعا مسلحا داخليا” وأن سويسرا لا تملك تاليا صلاحية إجراء محاكمات لمتهمين بارتكاب جرائم حرب محتملة في هذا السياق.
ورغم ذلك، فإن المحكمة الجنائية الفيدرالية في سويسرا اعتبرت في مرحلة الاستئناف عام 2018 أن الاشتباكات في الجزائر كانت كثيفة إلى درجة أنها مشابهة لمفهوم النزاع المسلح على النحو المحدد في اتفاقيات جنيف والسوابق القضائية الدولية، في قرارٍ ألزم الادعاء العام بإعادة النظر في القضية.
ووثّق الادعاء العام 11 حالة وقعت بين عامي 1992 و1994، يتهم فيها نزار بالمسؤولية عنها.
وكان الجيش الجزائري انخرط في نزاع مسلح ضد إسلاميين عقب إلغاء السلطات نتائج الانتخابات التشريعية عام 1991.
وبدأ الصراع في ديسمبر/كانون الأول 1991، عندما استطاعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ هزيمة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني في الانتخابات البرلمانية.
اقرأ أيضا: يشير إلى فرنسا.. الجزائر تعيد إدراج مقطع محذوف إلى نشيدها الوطني
لكن الانتخابات ألغيت بعد الجولة الأولى وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية واعتقل الآلاف من أعضائها.
وشنت الجماعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وقامت بأنشاء جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وأعلنت الحرب على الجيش والحكومة بعد عقدها مفاوضات مع الحكومة عام 1994.
وشهدت تلك الفترة، التي عرفت بـ”العشرية السوداء”، مقتل نحو 200 ألف جزائري، أغلبهم من المدنيين.