أخبار العرب في أوروبا – قبرص
أفادت تقارير صحافية، أمس الثلاثاء، أن مئات القبارصة اليونانيين، هاجموا مجموعة من المهاجرين السوريين تقدر بنحو 250 شخصا، وذلك خلال احتجاج المهاجرين في قرية كلوراكا الصغيرة جنوب غرب الجزيرة، بعد أن شهدت المنطقة توترات متصاعدة بين الأهالي والمهاجرين خلال الأيام الماضية.
تعليقا على هذه الأحداث أدان الرئيس القبرصي “نيكوس خريستودوليدس” الأحداث بشدة.
وقال الرئيس القبرصي للصحفيين إن “العنف لا يحل شيئا، ولا يؤدي إلا إلى المزيد من العنف”، مؤكدا أنه أصدر تعليماته لكل من قائد الشرطة ووزير العدل بإجراء محادثات مع سلطات بلدية كلوراكا والمهاجرين السوريين “لضمان النظام العام” لأن “استقرار الأمن أمر غير قابل للتفاوض”.
وكالة “أسوشيتدبرس” نقلت عن الشرطة القبرصية، قولها، إن الاحتجاجات التي شارك فيها حوالي 250 سوريا وعدد مماثل من القبارصة اليونانيين في قرية كلوراكا، تحوّلت إلى أعمال عنف ليلة أمس الأول الأثنين.
وأضافت بأن أعداد من المتظاهرين من كلا المجموعتين بدأت في إشعال النار في صناديق القمامة وإشعال النار أيضا في أحد المباني.
وقال “كريستوس أندريو “المتحدث باسم الشرطة للإذاعة الحكومية القبرصية، إن الاشتباكات بدأت عندما حاول القبارصة اليونانيون الاعتداء على المهاجرين.
وأكد أنه تم اعتقال تسعة قبارصة يونانيين وعشرات المهاجرين، لافتا إلى أن المحتجزين يواجهون اتهامات تشمل حيازة أسلحة والتسبب في أعمال عنف.
المتحدث أشار إلى إصابة أحد الضباط بحروق من الدرجة الثانية في يده بسبب زجاجة مولوتوف ألقاها مثيرو الشغب، لافتا إلى أن الاحتجاج تحول إلى أعمال عنف عندما اقتحمت مجموعات صغيرة من المتظاهرين القرية، لمهاجمة أحد المهاجرين، مما أدى إلى إتلاف مطعم مملوك للمهاجرين وقلب سيارة.
وجاءت اشتباكات ليلة الأثنين في أعقاب أعمال عنف وقعت في اليوم السابق، عندما تم اعتقال مهاجرين ورجل قبرصي يوناني.
ووفقا لوكالة “أسوشيتدبرس” فإن مئات من سكان كلوراكا قاموا بمسيرة احتجاجا على ما قالوا إنه تحويل قريتهم غيتوهات (جيوب استيطانية) بسبب استقرار عدد كبير من المهاجرين هناك في السنوات الأخيرة.
وكانت شرارة الاحتجاجات قد بدأت يوم الأحد الماضي، عند قيام الشرطة باجتياح مجمع سكني مهجور في كلوراكا لطرد عشرات المهاجرين الذين كانوا يعيشون بشكل غير قانوني هناك، بحسب الوكالة.
وأضافت أنه في اليوم التالي نظّم المهاجرون احتجاجهم ضد المعاملة غير عادلة من قبل السلطات والسكان المحليين، والأضرار التي لحقت بممتلكاتهم.
اقرأ أيضا: السلطات القبرصية تنقذ عشرات المهاجرين يعتقد أنهم من سوريا
إلى ذلك، التقت وزيرة العدل آنا كوكيديس بروكوبيو ورئيس الشرطة ستيليوس باباثيودورو ممثلين عن المهاجرين للاستماع إلى شكاواهم، وذلك في محاولة لنزع فتيل التوترات.
من جهة ثانية، تشير الأرقام الرسمية القبرصية، إلى أن أعداد الوافدين إلى البلاد، ازدادت بنسبة 60% في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023 مقارنة بالعام الماضي.
وبحسب الأرقام فقد قدم بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو 2381 طلب لجوء في الجزيرة المتوسطية العضو في الاتحاد الأوروبي.
وتشير أرقام دائرة الهجرة القبرصية إلى أن معظم القوارب انطلقت من ميناء طرطوس في سوريا، وترصدها السلطات عادة قبالة سواحل رأس غريكو.