أخبار العرب في أوروبا – بلجيكا
أعلنت الحكومة البلجيكية عن قرار جديد أثار انتقادات واسعة في البلاد، و ينص على أن الرجال غير المتزوجين الذين يتقدمون بطلب اللجوء لن يحصلوا بعد الآن على مكان للإقامة.
وقالت الحكومة في بيان، أمس الأول الثلاثاء، إنه “بسبب نقص أماكن الإقامة وتزايد عدد الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى، سيتم تخصيص جميع الأماكن في مرافق الاستقبال للعائلات التي لديها أطفال ممن يتقدمون بطلبات لجوء”.
البيان أكد أنه بعد اليوم (الثلاثاء) لن يتم توفير أي من هذه الأماكن للرجال العزاب، بشكل مؤقت.
تأتي هذه الخطوة عقب الارتفاع الحاد الأخير في عدد الأشخاص الذين يصلون إلى بلجيكا طلبا للحماية، ما شكّل ضغطا على نظام اللجوء في البلاد والذي يكافح من أجل التأقلم.
في هذا السياق، ذكرت وزيرة الدولة لشؤون اللجوء والهجرة البلجيكية “نيكول دي مور” عند إعلانها عن التعليق المؤقت في الأماكن المخصصة للذكور غير المتزوجين، أنها تتوقع زيادة أخرى في عدد العائلات الوافدة.
وأضافت الوزيرة في تصريحات لشبكة الأخبار العامة (VRT):”أريد أن أتجنب تماما أن ينتهي الأمر بالأطفال في الشوارع في الشتاء”.
ولم تحدد الوزيرة المدة التي سيستمر فيها تعليق تأمين مأوى للاجئين العزاب من الذكور، فيما انتقدت منظمة “Fedasil”، الوكالة المسؤولة عن طالبي اللجوء في البلاد، هذا القرار.
كما أدانت جماعات مساعدة اللاجئين قرار الحكومة، ووصف “المجلس الفلمنكي للاجئين” الإجراءات بأنها “غير قانونية… وغير مفهومة وغير إنسانية”.
وقال المجلس في بيان إنه “من المشكوك فيه أن هذه الخطوة ستمنع العائلات التي لديها أطفال من أن ينتهي بهم الأمر في الشارع”.
وأضاف البيان: “الملاجئ التي تؤمنها شبكة “Fesadil” تعد على الأيدي”.
في حين شددت تاين كلاوس، مديرة مجلس اللاجئين، في تصريحات صحافية على أنه”كان ينبغي توقع الحاجة إلى المزيد من أماكن الإقامة، فتدفق اللاجئين يكون دائما أعلى قرب نهاية الصيف”.
وأضافت كلاوس بالقول:”كان يمكن للحكومة اتخاذ إجراءات أخرى”.
وأوضحت أنه:”للوفاء بالتزاماتنا الإنسانية، يمكنك أن تتوقع من صناع السياسات اتخاذ إجراءات استباقية وإدخال تدابير طارئة مثل خطة التشتيت (أي توزيع طالبي اللجوء بين البلديات)”، معتبرة بأن “هذه الإجراءات ضمنت في عام 2015 عدم اضطرار أي شخص للنوم في الشارع”.
وقارنت كلاوس الوضع الحالي في بلجيكا مع الوضع في النمسا، التي شهدت عددا مماثلا من الوافدين، معتبرة بأن الحكومة “كانت قادرة تماما على تنظيم أماكن إقامة طارئة”.
لكن وزيرة الهجرة تقول إن نظام استقبال اللجوء البلجيكي أكبر من أي وقت مضى، وأن لا يزال تحت ضغط شديد، مع وجود حوالي ألفي رجل أعزب حاليا على قائمة الانتظار.
اقرأ أيضا: إنقاذ نحو 275 مهاجرا قبالة سواحل اليونان
وتابعت:”لقد أنشأنا آلافا من أماكن الاستقبال الإضافية في العام الماضي، ومازلت ملتزمةً باستقبال الناس، لكن الواقع قاس.. لم نتمكن من حل هذه المشكلة”.
ووفقا للوزيرة فإن”هذا العام، تم تسجيل 19 ألف طالب لجوء في بلجيكا، مقارنة بـ 1500 في البرتغال، وهي دولة لديها عدد سكان مماثل لبلجيكا، بينما السويد والمجر وبلغاريا وبولندا سجلت أيضا عددا أقل من طلبات اللجوء، على الرغم من الارتفاع العام لضغوط الهجرة على أوروبا هذا العام”.
لكن وفقا لموقع “Fedasil” الإلكتروني، فإنه يوجد في بلجيكا حوالي 100 مركز استقبال في المجمل، توفر حوالي 34000 مكان لطالبي اللجوء.