أخبار العرب في أوروبا – بلجيكا
تعرضت ست مدارس في مقاطعة فالونيان البلجيكية للحرق والتخريب خلال الأيام الماضية. يأتي هذا وسط تزايد غضب أولياء أمور الطلبة من الجالية المسلمة عقب إدخال دروس التربية الجنسية الإلزامية إلى المنهاج التربوي.
بحسب خبراء الشرطة البلجيكية، فإن الحوادث مرتبطة بالاحتجاجات التي أطلقتها الجالية المسلمة في المقاطعة، بسبب قانون يُجبر طلاب المدارس بين 11 الى 16عاما على حضور دروس تتعلق بالثقافة الجنسية.
وكانت عدة منظمات تمثل مسلمي المقاطعة نظمت احتجاجات على القانون، بحجة أنه سيقود إلى “فرط النشاط الجنسي” لدى المراهقين.
وبدأت خدمات الطوارئ بمدينة شارلروا البلجيكية بالتعامل مع الهجمات رسميا على أنها محاولات حرق متعمدة، فيما أشارت الشرطة إلى “الاشتباه بوجود نوايا إجرامية”.
وتقول وسائل إعلام محلية إن جميع المواقع المتضررة هي عبارة عن مدارس ابتدائية محلية.
مكتب المدعي العام في شارلروا، أعلن فتح تحقيق في هذه الهجمات، مشيرا صراحة إلى أنها مرتبطة بـ”عدم الرضا عن مشروع التربية الجنسية الإلزامية”.
ووصف المدعي العام تلك الأعمال التي استهدفت المدارس العامة بأنها “همجية وشكل من أشكال الإرهاب”.
وتأتي هذه الهجمات بعد إقرار إلزامية دروس التربية الجنسية في اتحاد والونيا-بروكسل، المعروف باسم “إيفراس – EVRAS”.
ووفقا للقانون الجديد سيتم إجبار جميع الطلاب الناطقين بالفرنسية بتلقي الدورس الجنسية اعتبارا من بداية العام الدراسي الحالي، وهو ما واجه غضبا واسعا من أولياء أمور الطلبة، لا سيما بين صفوف الجماعات الدينية والأسر المحافظة.
منتقدو المنهاج الجديد رأوا أنه يقدم مفاهيم النوع الاجتماعي والهوية الجنسية للأطفال في وقت مبكر جدا، مؤكدين على أن الأمر متروك للعائلات لمناقشة هذه المواضيع مع أطفالها.
على صعيد متصل، عبرت الطبيبة النفسية للأطفال “صوفي ديشين” عن قلقها من أن بعض المواضيع في المنهاج الدراسي “قد تكون ضارة للأطفال”.
وأضافت الطبيبة البلجيكية في تصريح مع محطة تلفزيونية محلية، أن “الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات قد يتعلمون عن الهوية الجنسية، بينما يتم تقديم موضوعات تتعلق بالتحول الجنسي وإعادة تحديد الجنس اعتبارا من سن التاسعة”.
وحذرت الطبيبة المختصة من أن تقديم هذه المواضيع “قد يكون مؤلما للأطفال الصغار”.
اقرأ أيضا: دراسة تُظهر تفوق الطلاب من أصول مهاجرة بالسويد في التعليم الجامعي
إلى ذلك، سارعت السلطات التعليمية في البلاد إلى الإشارة إلى أن “الكتاب المدرسي الجديد هو دليل حول كيفية التعامل مع الموضوعات التي تنشأ في الفصل المدرسي”، مؤكدة بأن طالمعلمين ليسوا مُلزمين بتدريس أي موضوع رأوا أنه غير مناسب”.
كما دعت وزيرة التعليم، كارولين ديزير، إلى الهدوء، مؤكدة أن “المنهاج لا يشجع على الإفراط في ممارسة الجنس بين الشباب أو يشجع المناقشات حول التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية أو الممارسات الجنسية الصريحة”، على حد قولها.