أخبار العرب في أوروبا – متابعات
تتأهب السلطات في ثلاثة دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس، من غزو محتمل من قبل حشرة “بق الفراش” التي تنتشر حاليا بشكل غير مسبوق في باريس والعديد من الفرنسية.
وتخشى السلطات في البلدان الثلاثة من قدوم هذه الحشرة الطفيلية، بسبب كثافة الحركة التجارية بينها وبين فرنسا عبر الموانئ البحرية والجوية.
وتتميّز حشرة البقّ بقدرتها على العيش بشكل منفرد أو حتى ضمن مجموعات، ما يمكن أن يسهل انتقالها عبر وسائل مختلفة.
المغرب تتخذ تدابير صارمة
في المغرب، أعلنت السلطات الصحية هناك اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة أي احتمال لتسرّب حشرة بقّ الفراش إلى البلاد قادمة من فرنسا.
هذه الخطوة جاءت استجابة لإنذار أصدره رُبان سفينة قدِمت من مدينة مارسيليا الفرنسية إلى ميناء طنجة أمس الأول الأثنين، وذلك بعد الاشتباه بوجود حشرة البقّ في مقصورة قيادة السفينة.
وكانت السلطات في ميناء طنجة قد أعلنت على الفور تفعيل بروتوكول صارم لتعقيم السفينة بشكل شامل، مؤكدة عدم وجود أثر للحشرة التي أثارت أزمة في باريس مؤخرا.
مع ذلك، انتشرت مخاوف في المغرب الذي تربطه علاقات تجارية هامة مع فرنسا. ووصف البعض الموضوع بالكارثي، لا سيما في ظل حجم البضائع والحركة الكبيرة للمسافرين بين البلدين.
الجزائر تؤكد اتخاذ تدابير وقائية
وفي الجزائر التي تضم فرنسا أكبر جالية جزائرية في الخارج، قال وزير الصحة عبد الحق سايحي:”العائلات الجزائرية نظيفة، ونحن نحرس الحدود ولا خوف علينا من هذه المشاكل”، منوها عن اتخاذ وزارة النقل تدابير وقائية في هذا الصدد.
وأكد الوزير أنه لا وجود لحشرة بق الفراش في الجزائر، مشيرا إلى أنه أعطى التعليمات اللازمة لمحاربة هذه الظاهرة.
وأوضح سايحي في تصريح صحفي أن مصالح القطاع متواجدة على مستوى مختلف الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية بحيث تكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
وأشار إلى أن هذا المرض قديم وأصاب فرنسا في أربعينيات القرن الماضي، معتبرا أن انتشار هذه الحشرة له علاقة بالنظافة.
وأضاف “العائلات الجزائرية نظيفة، ولدينا أشعة الشمس التي تقضي على مثل هذه الظواهر فليس هناك تخوفات”.
تونس تعلن تشكيل خلية يقظة
ويُبدي تونسيون مخاوف من إمكانية انتقال بق الفراش إلى بلدهم، عبر السلع والأفراد القادمين من البؤر التي سجّلت انتشارا كبيرا لهذه الحشرة في فرنسا.
يأتي هذا وسط دعوات لتكثيف المراقبة على حاويات الأثاث المستعمل التي يمكن أن تكون سببا في نقل البقّ.
ويطالب تونسيون على وسائل التواصل الاجتماعي، برفع درجات اليقظة في المعابر الحدودية، وتكثيف المراقبة على الحاويات التي يمكن أن تنقل سلعا أو أجهزة حاملة للحشرات.
يقول مدير إدارة حفظ الصحة والمحيط بوزارة الصحة، سمير الورغمي:”إن السلطات الصحية بصدد تشكيل خلية يقظة بالتعاون مع عدد من الوزارات ذات الصلة من أجل الحد من مخاطر انتقال البق إلى تونس”.
وأكد الورغمي في تصريح صحافي اليوم الأربعاء، أن بلاده “لم تُسجّل إلى حد الآن انتقال حشرة البق عبر أي بوابة حدودية، غير أن اليقظة تظل مطلوبة”.
كما اعتبر بأن “التغيرات المناخية من أبرز أسباب انتشار الحشرات التي تنتشر في الأرضية الخصبة وتتكاثر في غياب الأمطار”.
وأفاد المسؤول بوزارة الصحة التونسية أن”خلية اليقظة التي تضم متدخلين من مختلف الوزارات بصدد تجهيز خطة لتكثيف المراقبة الصحية على مستوى بوابات العبور البرية والبحرية والجوية”.
وذكر أن”خلايا المراقبة الصحية في الموانئ والمطارات أثبتت نجاعة كبيرة في الحد من انتشار فيروس كورونا إبان الجائحة الصحية”، مضيفا بأن “خلايا المراقبة الصحية ستعمل في المعابر الحدودية وفق اللوائح الصحية الدولية المتعلقة بمكافحة الحشرات، بما في ذلك بق الفراش “.
ورجّح أن” تلجأ تونس إلى تعليق مؤقت لواردات بعض المواد المستعملة التي يمكن أن تكون مصدرا لنقل البق على غرار الأثاث والأدوات المنزلية”.
وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر شوارع في فرنسا وقد رمى الأهالي قِطع الأثاث والفراش المنزلي خارج البيوت.
كما تداول ناشطون صورا لحشرات البق متجمعة على مقاعد في وسائل الخدمات العامة ودور السينما والمستشفيات فضلا عن المنازل، بل وحتى في أحد مطارات باريس.
حملة فرنسية لمكافحة البق
وقبل أيام، دشنت الحكومة الفرنسية حملة لمكافحة انتشار حشرة البق، وأفادت تقارير بعقد اجتماعات للجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة.
وقالت أحزاب في الحكومة الفرنسية إنها ستتقدم بمشروع قانون لمواجهة انتشار بق الفراش.
وأعلن وزير النقل الفرنسي كليمان بون، عبر منصة إكس، عن اجتماع مع المسؤولين عن وسائل النقل لبحث سبل مواجهة حشرة البق، وسط تخوّف كثيرين من استخدام المواصلات العامة في باريس.
وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا في إقبال الفرنسيين على شراء مواد مكافحة الحشرات بنسبة 30 %
وقال وزير الصحة الفرنسي أوريليان روسو إنه “لا توجد حالة ذعر عام بسبب انتشار بق الفراش”، فيما أقرّ بأن انتشار الحشرات الليلية الماصة للدماء “جحيم”.
ودعا روسو إلى التحلي بالهدوء في مواجهة بق الفراش في فرنسا بوجه عام وفي باريس على وجه الخصوص.
