أخبار العرب في أوروبا – هولندا
طالبت عائلات ضحايا في هولندا بتعويضات، أمس الثلاثاء، عن مقتل عشرات المدنيين جراء قصف طائرة هولندية في شمال العراق عام 2015 خلال تصدي التحالف الدولي لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وكانت الحكومة الهولندية اعترفت عام 2019 بمقتل 70 شخصا، بينهم مدنيون ومقاتلون من التنظيم، إثر الهجوم الذي استهدف مصنع ذخيرة فجر 3 يونيو/تموز 2015 في بلدة الحويجة.
حينها قالت الحكومة إن المصنع المستهدف الذي يقع في منطقة صناعية كان يحتوي على كميات من المتفجرات أكثر من المتوقع، ما تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا والأضرار الجانبية.
وأمس أكدت محامية الأطراف المدنية التي تتهم الدولة الهولندية بأنها أقدمت على مخاطرة “غير مقبولة” بقصفها للمصنع، إنه أول إجراء قانوني يتم رفعه في العالم للحصول على تعويضات بعد الغارات الجوية التي شنتها جهات دولية ضد “داعش”.
وأضافت المحامية “ليزبث زيغفيلد” خلال جلسة الاستماع في محكمة لاهاي، أن هولندا التي وصفت الهجوم في البداية بأنه “ضربة مثالية”، كانت تعرف أن الضربة تستهدف منطقة مأهولة وكان “بوسعها أن تعلم وينبغي لها أن تعلم أنها يمكن أن تتسبب بإصابة مدنيين”.
ووفقا لدراسة نشرها في أبريل/نيسان الماضي باحثون من منظمة الغد العراقية غير الحكومية، ومنظمة السلام باكس وجامعة أوتريخت الهولندية، فقد قتل نحو 85 مدنيا في الضربة الجوي الهولندية.
وخلال جلسة المحاكمة كانت بعض الأطراف المدنية العراقية حاضرة، حيث طالبت بالتعويضات وبالاعتذار من قبل الحكومة الهولندية.
ونقلت سائل إعلام هولندية عن”كردي فاضل مطلق” قوله،إن “قوة العصف حطمت جميع الأبواب والنوافذ، مما أدى إلى إصابة ابنتي بجروح قاتلة في الرأس”. وأضاف وهو يعرض صورتها “كان الأمر فظيعا”.
من جانبه، أكد “عبد الله صالح”، وهو لاجئ في المنطقة التي استهدفت الغارة فقدان 7 من أفراد عائلته.
وأضاف:”كانوا كلهم تحت الأنقاض، صرخت بكل قوتي: ساعدوني”، وتابع بتأثر أثناء الجلسة “دفنتهم جميعا، واحدا تلو الآخر”.
بدورها، قالت “تباركه” ابن عبد الله:”لن أنسى ذلك أبدا، لقد فقدت أمي وإخوتي وأخواتي”.
أما رئيس بلدية الحويجة “سبحان خلف”، فقد أكد بأن 100 شخص قتلوا في الغارة الجوية، مضيفا بالقول إنه “كان بإمكان الجيش الهولندي منع ذلك”.
اقرأ أيضا: اعتقال عراقي في ألمانيا بتهمة القتال إلى جانب “داعش”
يشار إلى أن هذا الحادث ليس الوحيد، فقد سبق أن أعلنت الحكومة الهولندية في سبتمبر/أيلول عام 2020، تعوض مواطن عراقي بمبلغ مليون يورو فقد بعض أفراد أسرته في قصف لمنزله من قبل طائرة هولندية، في الموصل شمالي العراق.
حينها اعترفت هولندا بأن طائرة تابعة لها من نوع (إف 16 ) قصفت عن طريق “الخطأ” منزل العراقي عام 2015، بعدما أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم ”داعش” أن المقيمين في المنزل لهم صلات مع عناصر التنظيم.