أخبار العرب في أوروبا – هولندا
توجه نحو 13.3 مليون مواطن هولندي لمراكز الاقتراع صباح اليوم الأربعاء للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المبكرة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة سوف تكون قوية.
وتعد هذه الانتخابات حاسمة، إذ سيتخلى في أعقابها رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ البلاد مارك روته عن منصبه بعدما أمضى 13 عاما على رأس السلطة في هولندا.
وهناك منافسة شديدة بين حزب “الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” الحاكم اليميني وحزب “من أجل الحرية” الذي ينتمى إليه اليميني المتطرف خيرت فيلدرز والتحالف الانتخابي الأحمر – الأخضر بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر.
كما تسعى ديلان يسيلجوز، أبرز مرشحي حزب الشعب لخلافه زميلها في الحزب مارك روته، لتصبح أول سيدة تترأس الحكومة. علما أنه لا يوجد حزب يمكنه تحقيق أغلبية مطلقة.
ووصلت يسيلغوز، المولودة في تركيا، إلى هولندا في سن الثامنة مع والدها كطالبة لجوء، لكنها تؤيد حاليا الحد من الهجرة.
وبحسب استطلاعات الرأي، من المرجح أن يكون تشكيل تحالف بين الأحزاب الثلاثة أمرا ضروريا للحصول على الأغلبية.
ووفقا للنظرة العامة على استطلاعات الرأي التي نشرت أمس الثلاثاء، يمكن أن يحصل كل حزب من الأحزاب الثلاثة على ما بين 16 و18% من الأصوات.
ولم يكن حزب “من أجل الحرية” أبدا جزءا من ائتلاف حاكم منذ تأسيسه في عام 2006.
وحقق حزب فيلدرز المناهض للإسلام والمهاجرين قفزة كبيرة إلى الأمام في استطلاعات الرأي، بعد أن قال حزب “الشعب” اليميني الليبرالي إنه لا يستبعد تشكيل ائتلاف معه هذه المرة.
وتتهم أحزاب المعارضة حزب “الشعب” بأنه جعل فيلدرز مقبولا اجتماعيا.
كما حقق تحالف الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والخضر، الذي كان مرشحه الرئيسي مفوض الاتحاد الأوروبي السابق، فرانس تيمرمانز، مكاسب كبيرة في أحدث استطلاعات الرأي.
وجاءت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة عقب انهيار ائتلاف يمين الوسط بقيادة روته الصيف الماضي، وذلك بسبب خلاف بشأن سياسة الهجرة.
وشكلت الهجرة، وكلفة المعيشة، وأزمة السكن التي تؤثر خصوصا على الشباب في البلاد، أبرز عناوين الحملة الانتخابية.
ويرى خبراء أن الهولنديين يبحثون عن تغيير في طريقة الحكم، بعد انسحاب “ورته” رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ البلاد.
اقرأ أيضا: السويد.. إجراءات جديدة لترحيل المهاجرين ممن يقومون بـ “سلوكيات تهدد قيم المجتمع”
وفاجأ روته، زعيم حزب “الشعب من أجل الحرية والديموقراطية”، البلاد بإعلانه في يوليو/تموز أنه سينسحب من العمل السياسي بعدما تولى رئاسة الحكومة مدى 13 عاما.
وجاء ذلك بعد انهيار الائتلاف الرباعي بقيادته على خلفية سجال حاد حول سياسة طالبي اللجوء.
وبعد الاستطلاعات التي تشير إلى عدم فوز أي حزب بأكثر من 20% من الأصوات، ما يعني أن إجراء مناقشات طويلة سيكون ضروريا قبل تشكيل ائتلاف.
وكان تشكيل الحكومة الأخيرة قد استغرق 271 يوما، وهي فترة غير مسبوقة.