أخبار العرب في أوروبا – قبرص
في حادثة تذكر بمأساة الطفل السوري “إيلان” الذي توفي قبالة سواحل تركيا عام 2015، أعلنت السلطات القبرصية، أمس الخميس، وفاة طفلة سورية تبلغ من العمر 3 ستوات بعد إنقاذها مع 59 مهاجرا آخرين كانوا على متن قارب قبالة شواطئ الجزيرة المتوسطية.
وأشارت السلطات القبرصية إلى أن الطفلة هي واحدة من ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين ثلاث وخمس سنوات، تمّ نقلهن جوا إلى مستشفى في العاصمة نيقوسيا بعد العثور عليهن فاقدات للوعي أثناء عملية إنقاذ، تمت أمس الأول الأربعاء.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم الخدمات الصحية القبرصي للتلفزيون الحكومي، إن”الفتاة توفيت بسبب سكتة قلبية داخل مستشفى في نيقوسيا”، مشيرا إلى أنه كان على متن القارب 15 طفلا، بينهم خمسة قاصرين غير مصحوبين بذويهم.
من جانبه، أعرب المتحدث باسم الحكومة القبرصية “قنسطنطينوس ليتيمبيوتيس” عن صدمته بهذه الوفاة، مشددا على أن”الحادث يسلّط الضوء بطريقة أكثر مأساوية على مشكلة الهجرة الخطرة التي تتطلّب نهجا وسياسة أوروبيين متماسكين”.
وكان المهاجرون السوريون الستون”يواجهون محنة ويعانون من الجفاف” على متن قارب خشبي أبحر على غير هدى لمدة 6 أيام، بعد مغادرتهم لبنان في 18 يناير/كانون الثاني الجاري.
إلى ذلك، قالت الشرطة القبرصية، الخميس، إنه تم وضع أحد المهاجرين السوريين في الحبس على ذمة التحقيق لمدّة ثمانية أيام، للاشتباه في أنه قبطان القارب.
وقالت الشرطة إن الرجل البالغ من العمر 47 عاما، يخضع للتحقيق بشبهة القتل غير العمد والاتجار بالبشر والإبحار على متن قارب خطر ومحمّل فوق طاقته.
حادثة إيلان الأليمة
وهذه الحادثة الأليمة ذكرت بقصة الطفل “إيلان” الذي كان بين مجموعة من المهاجرين السوريين الذين غرقوا عام 2015، عندما انقلب بهم زورق كان يقلهم من بودروم التركية إلى جزيرة كوس اليونانية.
وكان بين القتلى شقيقه غالب، خمس سنوات، ووالدته ريحانة التي كانت تبلغ من العمر 28 عاما، فيما نجا والده.
وأثارت صورة الطفل السوري “إيلان” التي تُظهر جثته ممده بعدما جرفتها المياه إلى شاطئ تركي، موجة تعاطف وغضب على مستوى العالم، بسبب ما اعتبر تقاعسا من الدول المتقدمة عن مساعدة آلاف اللاجئين الذين يقومون برحلات بحرية خطرة في قوارب متهالكة للوصول إلى أوروبا.
وإيلان ينحدر من بلدة كوباني (عين العرب) ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا، وكانت عائلته غادرتها للجوء إلى تركيا هربا من الحرب الدائرة في سوريا قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا.
اقرأ أيضا: أمضوا 6 أيام في البحر.. إنقاذ 60 مهاجرا سوريا قبالة سواحل قبرص
وتخليدا لذكرى الطفل إيلان طبعت الحكومة الفنلندية على عملتها الوطنية، عام 2017 صورة الطفل السوري التي هزت العالم على الشاطئ، وكان وذلك في لفتة إنسانية وبمناسبة الذكرى الـ 100 لاستقلالها.
كذلك، فقد أُعيد في عام 2019 تسمية سفينة إنقاذ ألمانية تشنط في البحر المتوسط، على اسم “إيلان” أيضا، وذلك بعدما أصبح الطفل السوري رمزا مأساويا لأزمة المهاجرين التي ضربت أوروبا خلال السنوات الماضية والمستمرة لغاية الآن.
