أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تستمر احتجاجات المزارعين الفرنسيين في العدد من مناطق البلاد، وذلك لمطالبة الحكومة بتوفير مساعدات فورية وتخفيف بعض المعايير البيئية وذلك من بين 140 مطلبا رفعتها نقابة” المزراعين الشباب” إلى الحكومة.
يأتي هذا في وقت توعدت النقابات بقطع جميع الطرق المؤدية للعاصمة باريس وفرض حصار عليها.
وأمس السبت، قال الأمين العام للنقابة إنه سيتم رفع حواجز الطرق، غير أنه أضاف “نستأنف ذلك في بداية الأسبوع المقبل”.
وأوضح لإذاعة (RMC) المحلية:”نحن بحاجة إلى الراحة ونحتاج أيضا إلى تعديل الاستراتيجية”.
بدوره، أكد “ماكسيم بويزار” المسؤول في نقابة “المزارعين الشباب” لقناة “BFM” التلفزيونية، بالقول :”قررنا تغيير الاستراتيجية وتنظيم قطع طرق باريس وضواحيها الداخلية وذلك لكي لا تتمكن أي شاحنة من إمداد العاصمة”.
وفي حين أعلنت قوات الشرطة أن عمليات قطع الطرق تراجعت بشكل ملحوظ، غير أن الحركة الاحتجاجية لا تزال منتشرة على نطاق واسع في مختلف أنحاء فرنسا حيث أُبقيت طرق سريعة مقطوعة خصوصا في الجنوب.
كذلك، تم رفع حظر التنقل المفروض عادة خلال فترة نهاية الأسبوع على مركبات نقل البضائع التي تزيد حمولتها على 7،5 طن “من الساعة العاشرة من صباح أمس السبت حتى العاشرة من صباح يوم الاثنين جرّاء “صعوبات التنقل التي تسببت بها تظاهرات المزارعين”، حسبما جاء في مرسوم نُشر الاثنين في الجريدة الرسمية.
الحكومة تدرس مساعدة المزارعين
ويبدو أن الحكومة الفرنسية بدأت تستجيب لمطالب المزارعين، إذ أعلن رئيس الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، اليوم الأحد، أنه يدرس اتخاذ إجراءات “إضافية” لحماية الزراعة في البلاد.
جاء هذا على خلفية التهديد بـ”حصار” باريس من قبل بعض المزارعين الذين يعتبرون الإجراءات التي أعلنتها الحكومة لصالح القطاع غير كافية.
وكان “أتال” أعلن أمس الأول الجمعة إلغاء “الزيادة على وقود الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق”، إضافة إلى تسهيلات إدارية استجابة لغضب المزارعين.
بهذا تكون الحكومة قد وافقت على أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين بإلغاء الزيادة الضريبية على الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق، رغم أنها مسجّلة في موازنة العام 2024 على أن ترفع تدريجا حتى العام 2030.
كما وعد رئيس الحكومة بتيسير الإجراءات الإدارية معلنا “عشرة تدابير تبسيط فورية”.
إضافة إلى تدابير أخرى لحماية المزارعين في سياق المفاوضات مع المصنّعين والمتاجر الكبرى، وأخرى لتقديم مساعدات طارئة.
وزير الداخلية يهدد
في الأثناء، طلب وزير الداخلية الفرنسي غيرالد دارمانان، اليوم الأحد، من الشرطة، وضع “جهاز دفاعي كبير” لمنع المزارعين من “أيّ دخول إلى باريس”.
الوزير ذو الميول اليمينية توعّد المزارعين التابعين لنقابتين أساسيتين، إحداهما الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين (FNSEA) الذي يمثّل معظم العاملين في المهنة، بفرض حصار على العاصمة “لأجل غير مسمى”، اعتبارا من يوم غدٍ الإثنين الساعة 14:00)، مؤكدين أنّ “جميع الطرق الأساسية المؤدية إلى العاصمة سيقطعها المزارعون”.
لكن ورغم تهديد النقابات بحصار باريس، إلا أن القيّمين على المنظمتين لم يقرروا بعد استمرار التحرّك على مستوى كل البلاد.
في هذا السياق، قال الأمين العام للاتحاد الوطني لنقابات المزارعين أرنو روسو لصحيفة “لا تريبون” اليوم الأحد، “الميدان هو الذي يقرّر”.
وأضاف أن”رئيس الحكومة لم يأخذ في الاعتبار إلّا جزءا من 140مطلبا وجهناها إليه”، داعيا إلى “مناقشة كلّ مطلب على حدة”.
وكان المزارعون قد عطلوا بعض الطرق المؤدية إلى باريس أمس الأول الجمعة، فيما بقيت بعض الطرق السريعة مغلقة اليوم الأحد.
ورغم تراجع حدّة التحرك، وفق الدرك، مقارنة بيوم السبت حين تمّ تسجيل 20 تحرّكا أثر على 17 دائرة عند الساعة 6:00 صباحا.
ووفقا للنقابات فقد شارك 72 ألف مزارع الجمعة في التحركات في جميع أنحاء فرنسا.
يذكر أن غضب المزارعين الفرنسيين أو ما بات يعرف بـ” ثورة الفلاحين” يتقاطع مع غضب نظرائهم الألمان، الذين بدأوا نهاية الشهر الماضي تحركا ضد إصلاح ضريبة الديزل الزراعية التي قررتها حكومة المستشار أولاف شولتس.
اقرأ أيضا: رسميا.. قانون الهجرة الجديد في فرنسا يدخل حيز التنفيذ
كما نظم مزارعون في دول أوروبية أخرى، بينها هولندا وبلجيكا وبولندا، احتجاجات قائلين إن الاتحاد الأوروبي لا يتخذ إجراءات كافية لحمايتهم من الإنتاج الأرخص القادم من مناطق أخرى.
وهذا ما يُنذر بـ”ثورة الفلاحين” على مستوى الاتحاد الأوروبي، وفقا لتوصيف العديد من وسائل الإعلام الأوروبية.