أخبار العرب في أوروبا -إسبانيا
تعتبر إسبانيا أقدم الدول الأوروبية التي دخلها الإسلام في بداية الفتح الأموي للأندلس في القرن السابع الميلادي.
وكان الإسلام الدين السائد في شبه الجزيرة الأيبيرية، حتى سقوط الأندلس في القرن الرابع عشر وطرد المسلمين، وهو ما أدى إلى تناقص أعداد المسلمين، إلى حد تلاشي ممارسة الإسلام كليا في القرن التاسع عشر.
لكن الأعداد بدأت تتزايد تدريجيا مطلع القرن العشرين بسبب الهجرة وخصوصا من المغرب ودول عربية وإسلامية أخرى، حتى بات مسلمو إسبانيا يمثلون نحو 5.4% من عدد السكان البالغ حوالي 46 مليون بعدد يقدر بنحو مليونين ونصف المليون مسلم، وفقا لإحصائية 2022.
تتراوح أصول المسلمين في إسبانيا بين مغاربة بعدد يصل لنحو 800 ألفا وإسبان بنحو ربع مليون، إضافة لجذور عربية أو باكستانية، فضلا عن مهاجرين مسلمين عرب وأفارقة وآسيويين.
ويضم إقليم كاتالونيا العدد الأكبر من المسلمين، حيث قدر عددهم بنحو نصف مليون شخص، يليه الأندلس بـ 267 ألف، فالعاصمة مدريد بحوالي 250 ألفا، ثم فالنسيا 176 ألفا، ومورسيا 86 ألفا، ويتوزع الآخرون على باقي مقاطعات البلاد.
فرصة للتقارب
يمثل شهر رمضان فرصة للتقارب بين المسلمين في المجتمع الإسباني، ويحرصون على التواجد في المركز الثقافي الإسلامي بمدريد والمساجد المنتشرة في التجمعات الإسلامية، لأداء الصلوات خصوصا لتراويح والمشاركة في الأنشطة الدينية.
ودأب المسلمون على التجمع بعد صلاة العشاء لتلاوة القرآن الكريم، تذكيرا بأمجاد وذكريات الأجداد في الأندلس.
كما يقوم المركز الثقافي الإسلامي بإعداد 500 وجبة إفطار يوميا، كذلك ينظم دروسا في اللغة العربية ومناقشات لآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وعلوم الشريعة وتصحيح التلاوة، خلال الشهر الفضيل.
كذلك، تشجع العديد من المؤسسات والمراكز الإسبانية على الاحتفال بشهر رمضان وعلى رأسها “المركز الإسباني المغربي”.
ومن مظاهر هذه الاحتفالات وجود محاضرات عن الفن الإسلامي والعادات والتقاليد الإسلامية والصيام.
احتفالية “ليالي رمضان”
وتعتبر مبادرة “ليالي رمضان”، التي تشهدها سنويا مدن إسبانية مختلفة، بمثابة منصة للمسلمين للالتقاء ومشاركة بركات الشهر الكريم.
اقرأ أيضا: اهتمام إعلامي سويدي حول تعاليم وعادات شهر رمضان
ومع استمرار نمو عدد السكان المسلمين في إسبانيا، مع وجود عدد كبير من المواطنين الإسبان والمغاربة، اتخذت الحكومة خطوات لاستيعاب ممارساتهم الدينية.
وتمنح الحكومة المسلمين بعض الامتيازات، مثل إجازة لأداء صلاة الجمعة وساعات عمل مبكرة خلال شهر رمضان، لمساعدتهم على تحقيق التوازن بين أسلوب حياتهم وإيمانهم والتزاماتهم تجاه المجتمع الإسباني.
