ارتفاع مؤشر البؤس الاقتصادي في بريطانيا يضع المحافظين في موقف حرج بالانتخابات
أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
شهد مؤشر البؤس الاقتصادي في بريطانيا ارتفاعا حادا خلال الفترة الماضية، ما وضع حكومة ريشي سوناك في مواجهة مستويات البؤس الاقتصادي نفسها التي أدت إلى هزيمة حزب المحافظين في الانتخابات عام 1997.
وحاليا يراهن سوناك على تحسن مؤشر البؤس خلال الأشهر المقبلة مع تحسن معدلات التضخم، مما يساعد في تفسير سبب خطط رئيس الوزراء لتأجيل الانتخابات المقبلة حتى أواخر العام 2024.
ومؤشر البؤس الاقتصادي أُنشئ في السبعينيات لقياس التأثيرات المشتركة للبطالة والتضخم على مواقف الناخبين واختياراتهم السياسية.
وباستثناء فترة ولاية ليز تروس القصيرة رئيسةً للوزراء في عام 2022، فإن مؤشر البؤس الاقتصادي في عهد سوناك هو الأسوأ منذ خسارة جون ميجور الانتخابات في 1997.
والأرقام تسلط الضوء على شعور الناخبين تجاه الاقتصاد الذي انزلق إلى الركود في عام 2023، وما زال يعاني من أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.
سوناك يراهن على تراجع التأثيرات الاقتصادية
وحاليا فإن على سوناك الدعوة إلى إجراء انتخابات في موعد لا يتعدى يناير/كانون الثاني 2025، وقال في وقت سابق إنه سيدعو إلى إجراء انتخابات في الخريف، ما يتيح الوقت لتراجع التأثيرات الاقتصادية الأكثر إيلاما.
في هذا السياق، تقول روث غريغوري، الخبيرة الاقتصادية في شركة “كابيتال إيكونوميكس المحدودة Capital Economics Ltd” في لندن، لوكالة بلومبيرغ، اليوم الأحد:”من منظور اقتصادي، من المنطقي أن ينتظر سوناك لأطول فترة ممكنة قبل الدعوة لإجراء انتخابات”.
أضافت أنه “في وقت لاحق من العام، من المحتمل أن يخرج الاقتصاد من الركود، ومن المرجح أن يكون التعافي جاريا، وسوف ينخفض التضخم، وسترتفع الأجور الحقيقية للأسر، ومن المحتمل أن تنخفض أسعار الفائدة”.
وكان تحليل لوكالة بلومبيرغ لبيانات البطالة والتضخم من مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، أظهر أن متوسط مؤشر البؤس الاقتصادي بلغ حوالي 12 منذ تولى سوناك منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وهذا أقل من 15 في عهد تروس، وهي الفترة الأكثر إيلاما منذ التسعينيات، ولكنه الأعلى من المستويات منذ حكومة توني بلير حتى بوريس جونسون.
اقرأ أيضا: بريطانيا تدرس فرض قيود على الرعاية الاجتماعية
أيضا فإنه بالنسبة لسوناك، يسلط المؤشر الضوء على التحدي الذي يواجهه سوناك، إذ إن تصورات الناخبين عن تحسن أوضاعهم تتأخر فعليا عن البيانات الرسمية الصادرة عن المؤشرات الاقتصادية.
لذا، فإن التحسن الذي يعتقد أغلب خبراء الاقتصاد أنه يتحقق الآن لن يلقى صدى في أذهان أغلب الناس قبل عدة أشهر.
ومؤشر البؤس يظهر مقابل تواريخ الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، أن الأحزاب الحاكمة تميل إلى فقدان السلطة بعد الفترات التي يكون فيها الألم أكثر حدة.
يشار إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه في الوقت الحالي، تتقدم المعارضة العمالية على حزب المحافظين بزعامة سوناك بنحو 20 نقطة، وهو فارق مريح للغاية للمعارضة.